يا شباب الوادي! خذوا معاني العظمة في نسقها الأعلى من
سيرة هذا العصامي العظيم
ما لبثت الأسرة أن رأت في عميدها (توماس لنكولن) ميلاً شديداً إلى الرحيل من (كنتوكي) إلى حيث يسهل عليه كسب قوته وقوتها مع اليسير من الجهد، وكان توماس من النفر الذين يضيقون بالجهد والذين يطلبون أكلاف العيش من أيسر سبلها فهو لذلك لا يكدح إلا مضطراً؛ وما فتئ يذكر اسم (انديانا) مقروناً بالخير والبركة وهو يزين لزوجه الرحيل إلى تلك الجهة، ثم ذهب فخبرها بنفسه وعاد بعد قليل يحمل إليها متاعه وأسرته. وما كان أسرعه بعد عودته في توطيد ما اعتزم! حزم متاع بيته وحمله على جوادين أعدهما لذلك، وكان ابنه (أيب) يركب معه على ظهر أحد الحملين، وتركب زوجه وابنته (سارا) على الآخر وقضوا في الطريق زهاء أسبوع يشقون في سيرهم الأحراج ويجتازون بعض مجاري المياه، فإذا جنهم الليل قام عميد الأسرة على حراستهم حتى ألقوا رحالهم آخر الأمر في (انديانا)
وشمر توماس لنكولن عن ساعديه وشمر معه أيب وأهوى بفأسه على الأشجار يقطعها ويشقها ويسوي فروعها وابنه يعاونه ما وسعه العون وهو لا يني يشق هاتيك الخشبة، ويقطع تلك ويشذب هذه، حتى تم له إعداد ما يلزم لإقامة كوخ تأوي إليه الأسرة، ثم دعا إليه بعض جيرانه ليساعدوه في رفع تلك الأخشاب بعضها فوق بعض. وكان رفع الأخشاب عملية يدعى إليها الجيران فيلبون في سرور وإخلاص، وكان يجري فيها من فنون اللهو والمزاح ومن ضروب التندر واللعب بقدر ما يكون فيها من مشقة ونصب