للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[التعليم المختلط]

للأستاذ رفعة الحنبلي

(بقية ما نشر في العدد الماضي)

المحبذون لهذا التعليم يلفتون النظر إلى ظاهرتين اثنتين جديرتين بالاهتمام:

أولاهما أن البيئة والتقاليد والعادات هي عوامل قوية تدفع إحدى الأمم في الأقدام عليه إقداماً تاماً، وتجعل الأمة الثانية تحجم عنه إحجاماً كلياً.

وثانيهما: شخصية المربي التي تقوم بدورها التربوي الرفيع في تعهد الطلبة تعهداً فيه كثير من الحذر واليقظة والرفق واللين تبعدهم عن تسرب المساوئ إليهم - إن كان هنالك مساوئ - وتوجههم نحو المثل الأعلى للحياة الإنسانية الفاضلة؛ هذه الشخصية هي بمثابة الملجأ الأمين من الأخطار التي قد تهدد حياة الطلبة من جراء الاختلاط، ولا تنال الغلبة في هذا الأمر ما لم تتصف بالصفات الحميدة والمبادئ القويمة والخلق القوى والذكاء الحاد والفطنة الملتهبة، كي تتفهم نفسية الطالب ورغائبه وميوله. . .

ولكن أين هؤلاء المربون ينعمون بمثل هذه الصفات جميعاً؟ وأكبر الظن أنهم قليل. . . والقلة ما كانت في يوم ما لتقوم مقام الأكثرية في تأدية رسالة أو إيفاء واجب

يذهب الدكتور إلى أن التعليم المختلط في المعاهد الثانوية يقوي العلاقات الاجتماعية ويمكن الصلات الأدبية، فينشأ الفتى والفتاة في بيئة تختلف عن البيئة الخاصة التي كانا فيها، وإنها لأجدى على الفتى والفتاة من أية بيئة أخرى، إذ يتجه الاثنان في اتجاه خاص هو من مصلحتهما، في الوقت إلى ذلك تضعف في الفتاة تلك الرقة والحياء والدعة، في الوقت الذي يتقوى عندها الشعور النفسي بأنها والرجل سيان في الحقوق والواجبات

وإذا ما تعمقنا في دراسة نفسية كل من الجنسين، وجدنا أن لكل منهما خصائص فردية تختلف في كل منهما عن الآخر جد الاختلاف، على أنها تتحد في الأصل وتختلف في الفروع بمعنى أن للفتى من الوظائف الفردية الخاصة ما للفتاة، على أن هذه الوظائف لم تكن لتمنع كلا منهما من أن يتلقى نوعاً واحداً من التعليم أو أنواعاً مختلفة، فضلاً عن أنهما ذوا قابلية لتعليم خاص. وقد تتباين الاستفادة عند مباشرة الفتاة هذه الوظائف، فتتجه إلى ناحية غير الناحية التي يسير الفتى إليها

<<  <  ج:
ص:  >  >>