[من طرائف الشعر]
عبرات منظومة
للأستاذ عبد العزيز البشري
أتى على الأستاذ البشري سبع وعشرون سنة لم يقل فيها بيت شعر، حتى فجعه الموت في صديقه الدكتور حلمي المنشاوي وهو في ريق شبابه ومشرق نبوغه، فرثاه بهذه القصيدة الباكية.
حلا الدمعُ بعدك والعيشُ مَرْ ... فخطبك جلَّ عن المصطبر
وما خيرُ هذي الحياة وقد كنـ ... ت ملء الفؤادِ ومِلء البصر
فان كان لابَّد من لُبثةٍ ... فما هي إلا الدُّمَى والصور
وأما الهناء وأما النعيـ ... مُ فذلك عفَّى عليه القدر
وهل كان يضح زَهرُ الربى ... إذا لم يباكرْهُ فيها المطر؟
وما لذَّة السمع للسامعيـ ... ن وما من حديثٍ ولا من سمر
ويا وَيحَ من أمعنوا في الفلا ... ةِ إذا الليل جَنَّ وغاب القمر (
بنفسي هذا الفتى الأَرْيحـ ... يُّ النجيب النجيد الأبيُّ الأبّر
جميل المحيَّا، نبيل الخلا ... لِ، كريمُ الفعالِ، صدوقُ النظر
شديدُ الحياء، عظيمُ الوفاءِ ... يرى الشرَّ شرَّ الهناتِ الكُبَر
أمين لغيب الصديق، نصيـ ... حٌ رفيقُ المقالِ إذا ما حضر
له شيمةٌ كعبير الورود ... ورُوحٌ كمثل نسيم السَحَر
جلا هذه النفس من صاغها ... وطهرها من خبيث الوضر
وما كان يعلو الغبار السما ... ء أو يسكن التُّربُ جوف الدُّرَر
أحلمي، رويدك ماذا جرى؟ ... تحدّث، فدأبكِ صدقُ الخير
لقد كنت نعم الفتى المرتجى ... فديتك والأمل المدّخر
صليبَ القناة، خضيب الحصاة ... رحيبَ الأناةِ عزيزَ النَفر
فتىَّ العزيمة ما تنثنى ... ولو ذا دون المهام الحجر؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بعيد المطالب، رحبَ المنى ... وَصولَ الجهاد، دؤوب السَّهر