صلات العرب بالعبرانيين صلات قديمة، ترجع إلى عصور مضت قبل المسيح. وقد تعرضت التوراة والتلمود وكتب يهودية أخرى إلى أخبار العرب. ونحن نعول في أكثر ما نكتبه عن صلات العرب بالعبرانيين في العصور التي سبقت الإسلام على هذه الكتب.
وكانت صلات العرب بأرض فلسطين قديمة كذلك، ولعلها أقدم من علاقة العبرانيين بهذه الأرض. وكلمة (فلسطين) نفسها لا ترجع إلى أصل عبراني على رأي بعض العلماء، ولعلها كلمة عربية قديمة. وبهذه الصورة انتقلت إلى اليونانية واللاتينية ثم إلى سائر اللغات العالمية. ولعلها استعملت في العبرانية المتأخرة عن الاستعمال العربي القديم.
وقد أطلقت هذه الكلمة في الأصل على المنطقة الساحلية الضيقة التي تقع في جنوب الكرمل والتي كان يسكنها شعب يطلق عليه اسم (فلسطية ثم أطلقت من قبيل التعميم على جميع الأراضي المجاورة لهذه المنطقة. وقد وردت اللفظة في العهد القديم بأشكال مختلفة. جاء في سفر الخروج (يسمع الشعوب فيرتعدون تأخذ الرعدة سكان فلسطين). وجاء في سفر أشعياء (لا تفرحي يا جميع فلسطين لان القضيب الضارب بك انكسر فيه من أصل الحية يخرج أفعوان وثمرته تكون ثعباناً ساماً طياراً).
وتاريخ فلسطين تاريخ غامض جداً، ولا يمكن أن نجد أي أثر للشعب القديم الذي كان يسكن في هذه البلاد قبل ثلاثة آلاف عام قبل المسيح. والظاهر أن الشعب الذي أقام في هذه البلاد بعد هذا التاريخ كان على شيء من الانحطاط. فكانوا يسكنون الكهوف الطبيعية والكهوف الصناعية، والظاهر أنه لم يكن من السلالة السامية، وأنه كان من شعوب حوض البحر الأبيض المتوسط. ولم يتمكن العلماء على كل حال من تشخيص ما تبقى من عظام هذا الشعب لقدمها وتلف أكثر ما تبقى منها، ولعل الحوريين الذين ورد ذكرهم في سفر التكوين من بقايا هؤلاء:
وأول سلالة سامية هبطت أرض فلسطين، هي سلالة:(الكنعانيين) أو (العموريين) والظاهر أنها نزلت في هذه البلاد بعد سنة (٢٥٠٠ قبل الميلاد).
وقد حاول بعض العلماء التفريق بين الكنعانيين والعموريين إلا أنهم لم يتمكنوا من إيراد