حجج علمية قطعية، تؤيد هذا الرأي. وسكن هؤلاء العموريون في منطقة واسعة هي منطقة الهلال الخصيب في أرض بابل حيث كوّن ملكهم (حمورابي) مملكته في العراق وسكنوا في مختلف مدن سوريا كذلك.
ولما كانت أرض فلسطين على اتصال تام بمصر فقد بدأت تتأثر بالحضارة المصرية وبالسياسة المصرية منذ سنة ١٥٠٠ قبل الميلاد، ثم أصبحت تابعة للإمبراطورية المصرية بعد أن فتحها تحتمس الثالث ٣) (١٥٠٠ و. م) ثم أمنهوتب الثالث (١٤٥٠ و. م) فكان يحكمها مشائخ باسم حكام مصر.
ولم يتمكن الفرعون أمنهوتب الرابع ٤) من الاهتمام بشؤون مصر ولا بشؤون سائر الأقطار الأخرى التي كانت تابعة للإمبراطورية المصرية، بسبب انشغاله بالإصلاح الديني ولاعتقاده بعقيدة التوحيد التي أراد جعلها العقيدة الرسمية للدولة ولمعارضة رجال الدين لهذا الإصلاح. فانتهزت المستعمرات المصرية تلك الفرصة وأخذت تستقل.
استقلت فلسطين قبل مجيء القبائل الآرامية إليها، وقد وردت كلمة في نص تل العمارنة إلا أن تلك الكلمة لا ترادف كلمة عبري التي وردت في التوراة.
وليست هنالك أدلة علمية تثبت ترادف الكلمتين.
والذي يفهم من المصادر العبرية هو أن اليهود كانوا مستعبدين في مصر، ثم خرجوا من هذا الاستعباد في أوائل القرن الثالث عشر قبل المسيح إلى أرض كنعان (فلسطين) وكان زعيمهم جميعاً (يشوع)، وذلك ما يفهم من سفر يشوع (وكان بعد موت موسى عبد الرب، إن الرب كلم يشوع بن نون خادم موسى قائلاً: موسى عبدي قد مات. فالان قم اعبر هذا الأردن أنت وكل هذا الشعب إلى الأرض التي أنا معطيها لهم أي لبني إسرائيل. كل موضع تدوسه بطون أقدامكم لكم أعطيته كما كلمت موسى من البرية ولبنان هذا إلى النهر الكبير نهر الفرات. جميع أرض الحيثيين وإلى البحر الكبير نحو مغرب الشمس يكون تخمكم، لا يقف إنسان في وجهك كل أيام حياتك.
والذي يظهر من مصادر قديمة أخرى هو أن اليهود عندما دخلوا أرض كنعان، دخلوا على صورة قبائل متفرقة وبأوقات مختلفة، فلم يكن عليهم زعيم واحد. ويؤيد مضمون نص تل العمارنة هذا الرأي غير أنه يحتاج إلى فحص وإلى تدقيق تاريخي عميق، لمعرفة كيفية