للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هجرة اليهود إلى أرض كنعان.

لم يتمكن الإسرائيليون من الاستيلاء على أرض فلسطين دفعة واحدة، بل كان ذلك تدريجياً، ظلت الأرض الساحلية السهلة في قبضة الفلسطينيين وهنالك نظريات مختلفة عن أصل هذا الشعب. وتدعي أحدث نظرية من هذه النظريات بأن أصل الشعب الفلسطيني من جزيرة (كريت) على أنها نظرية لا زالت في حاجة إلى أدلة علمية.

وظل (الجعبونيون) والكنعانيون والفرزيون والحويون واليبوسيون وأمثالهم أماكنهم يقاومون اليهود.

وبدخول اليهود إلى أرض فلسطين ولا سيما بعد استقرارهم فيها تكونت الصلات التاريخية فيها بين العرب واليهود. وقد كان العرب يسكنون في أرض فلسطين ذاتها وفي جوار شعوب فلسطين. فلما تمكن اليهود من بعض هذه الشعوب احتكوا احتكاكاً مباشراً بالعرب.

يرى المستشرق الإنكليزي مارجليوت أن صلات العرب باليهود مرت في أدوار ثلاثة:

أما الدور الأول فهو الدور الغامض الذي تعرف فيه العرب باليهود بعد دخول اليهود إلى أرض كنعان، ومعلوماتنا عن هذا الدور لا تكاد تكون شيئاً. وهي تستند على الدراسات المقارنة فقط، على دراسة الخصائص اللغوية والكلمات المشتركة فيما بين اللغتين العبرية والعربية وعلى الأساطير والعقائد الدينية القديمة، وتشير مثل هذه الدراسة، إلى وجود احتكاك قديم بين العرب واليهود.

وفي المرحلة الثانية اتصل اليهود بالعرب اتصالاً مباشراً. وقد ذكر ذلك الاتصال في التوراة في مواضع مختلفة منه، وقد كانت صلات العرب باليهود صلات حسنة نوعاً ما في بادئ الأمر، ثم ساءت تلك الصلات على أثر ما ظهر للقبائل العربية من ميل العبرانيين إلى الاعتداء عليهم، ومحاولة الاستيلاء على أرض فلسطين. وأكثر معلوماتنا عن هذا الدور من التوراة ومن المصادر العبرانية ذاتها ونادراً ما تشير المصادر العربية إلى ذلك.

وفي المرحلة الثالثة والأخيرة ينتقل اليهود من فلسطين إلى الحجاز واليمن والعراق بعد احتلال الرومان لأرض فلسطين وبعد العبث بالهيكل، فيتشتت شمل اليهود، وتسقط آخر حكومة لليهود. وتكاد تكون المصادر العربية الإسلامية في طليعة المصادر التاريخية بالنسبة لهذا العهد.

<<  <  ج:
ص:  >  >>