للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[تشبه. . . . وشفاعة!]

للأستاذ نقولا الحداد

دهش العالم العربي في الشهر الماضي من حكم محكمة الجنايات العراقية على المليوني اليهودي شفيق عدس بالموت ثم بغرامة خمسة ملايين دينار (جنيه). كانت الجريمة أن هذا العراقي الذي اكتسب هذه الملايين من العراقيين بالأحابيل المالية المعروفة عند اليهود كان يشتري من مخلفات الجيش الآلات والأدوات الحربية من دبابات ومركبات ضخمة ومدافع وطائرات الخ، ثم يفككها ويشحنها إلى إيطاليا بوصفها حدايد (خردة) ومن هناك ترسل إلى تل أبيب، ثم يعيد الصهيونيون تركيبها كما كانت!

بهذه الحيلة الخبيثة اكتسب الصهيونيون في فلسطين قدرا كبيرا من السلاح الذي كانوا يحاربون به العرب، ومنهم العراقييون، فكأن المال كان يسفك الدم العراقي!

وكيف تكون الخيانة العظمى غير هذا؟

وقصاص الخيانة العظمى الموت!

ومنذ عهد موسى إلى اليوم كان اليهود يعتبرون كل عمل لا يقبله شعب الله المختار خيانة عظمى يستحق فاعله الموت بوضعه في الغائط المغلي. كذا ورد في التلمود الأصلي. أما حكومة العراق فاكتفت بالشنق!

ذلك ما فعلته لا حكومة العراق في أحد الخونة من رعاياها. . . فماذا فعلت سائر الحكومات العربية الأخرى؟ أليس عندها خونة من اليهود الذين جمعوا الثروات الطائلة في جميع البلاد العربية؟ لو تيسر لنا إحصاء ثروات البلاد العربية لوجدنا ثلاثة أرباعها لليهود، واليهود أقلية في البلاد قد يناهزون الواحد في الألف، ثم إذا تحققنا من مصير هذه الثروات وجدنا جانبا منها قد تسرب إلى تل أبيب لكي ينفق في محاربة أولاد ناوناسنا، أليست هذه خيانة عظمى؟ دعك من الحكم بالإعدام في مغلى الغائط.

لا نطلب حما بالإعدام على من يستحقون الإعدام فذلك شأن القانون، إنما نطلب تجريد اليهود من المقدار الأكبر من هذه الثروات التي استنزفت من البلاد، نطلبها لكي نعول بها إخواننا الفلسطينيين الذي شردتهم الأسلحة القتناة بأموال اليهود المختلسة من البلاد!

إن أكثر من نصف مليون عربي فلسطيني طردهم اليهود طرداً من بلادهم وشردوهم شرقا

<<  <  ج:
ص:  >  >>