[من الشعر المنسي لحافظ]
إلى الرئيس روزفلت!
(مر مستر روزفلت رئيس الولايات المتحدة بمصر وهو عائد
من الصيد والقنص في أواسط أفريقيا في مارس سنة ١٩١٠،
فخطب في الجامعة المصرية خطبة أشاد فيها بأبناء عمومته
الإنجليز وحمد صنيعهم في مصر. فقال له حافظ هذه
الأبيات):
إي خطيبَ الدنيا الجديدة شَنِّف ... سمعَ مصرٍ بقولك المأثور
إنما شوقها لقولك يا (روز ... فلت) شوق الأسير للتحرير
قف غداً أيها الرئيس وعلم ... أهل مصرٍ حرية التعبير
أخبر الناسَ كيف سُدتم على النا ... سِ وجئتم بمعجزات الدهور
وملكتم أعنَّة الريح والما ... ء ودُستم على رقاب العصور
قف وعددْ مآثر العلم واذكر ... نِعَم الله ذكر عبدٍ شكور
وإذا ما ذكرت أنعمَه الكب ... رى فلا تنس نعمةَ الدستور
يا نصير الضعيف مَالك تطري ... خلةَ القوم بعد ذاك النكير
لم تطيقوا جوارهم بل أقمتم ... في حمامكم من دونهم ألفَ سُور
أنت تطريهمو وتثني عليهم ... نائياً آمناً وراء البحور
ليت شعري أكنت تدعو إليهم ... يوم كانوا على تخوم الثغور
يوم كانوا قذىً بعين (نيويور ... ك) وداء مستحكما في الصدور
يوم نادى (واشنجطون) فلبّا ... هـ من الغاب كلُّ ليثٍ هَصور
يوم سجلتمو على صفحات الد ... هر تاريخ مجدكم بالنور
ووثبتم إلى الحياة وثوباً ... ونفضتم عنكم غبار القبور
إنما النيل و (المسيسبي) صنوا ... ن هما حَلْبتان للمعمور