للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البريد الأدبي]

أنقد هذا أم حقد؟

رجعت إلى قراءة ما كتبه صاحب الرسالة في النقد ومنه قوله (كاد الأدباء الناشئون في مصر ينصرفون عن الإنشاء إلى النقد. وأريد بالنقد هنا معناه العامي أو مدلوله الأعم، فإن النقد المنطقي بمعناه الأخص إنما هو ملكة فنية أصلية، وتربية أدبية طويلة، وثقافة علمية شاملة) إلى أن قال (وهذا الذي تقرأه في الصحف العربية من حين إلى حين لا يدخل في هذا الباب إلا كما يدخل المجنون في نطاق الجد، أو العبث في سياق المنطق، كالرجل يقعد به العجز عن اللحاق بالقادرين فيقف نفسه موقف القائد الحصيف يلمز هذا ويتندر على ذاك. . . . . .)

لهذا عجبت عندما رأيت الرسالة تجيز نشر الكلمة التي وقعها المعداوي

والتي شاء له فيها أدبه الرفيع أن يقول (إن أم كلثوم غنت لشوقي

العظيم المشهور فلم نضف إليه مجداً فوق مجده؛ وغنت لمصطفى عبد

الرحمن الشاعر المغمور فلم تستطع أن تنتشله من مهاوي الخمول أو

زوايا العدم، ولو غنت له ألف مرة لبقي كما كان) إلى أن قال لا فض

فوه (ولكنها تنسى شعر علي محمود طه مثلا لتصدح بشعر مصطفى

عبد الرحمن! ماذا أقول في هذا الذوق الهابط. . . سواء أكان منسوبا

إليها أم كان منسوبا إلى مستشارها الفني أحمد رامي. . .؟

وأحب أن يعرف الناس أن أم كلثوم أديبة صاحبة ذوق سليم تختار لنفسها ما تتغنى به دون الرجوع إلى أحد.

وقصة قصيدتي التي غنتها هي أنني تقدمت بها إلى محطة الإذاعة فلما استمع إليها صديقي الأستاذ محمد عبد الوهاب طلب في إلحاح أن أتصل بالأستاذ محمد بك فتحي مدير الإذاعة وقتئذ ليغنيها هو، فلما اتصلت بفتحي بك قال إنها لدى الآنسة أم كلثوم إذ أن الأستاذ علي بك خليل المراقب العام للإذاعة أعجب بها فقدمها إليها فطلبت من فتحي بك أن تتعرف إلي

<<  <  ج:
ص:  >  >>