للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[من القصص الشعري]

إسلام حمزة

بقلم فريد عين شوكه

مر أبو الحكم بن هشام (أبو جهل) برسول الله عند الصفا فأذاه وشتمه ونال منه، فلم يرد عليه. ثم انصرف أبو جهل وعاد الرسول إلى بيته وعاد حمزة بن عبد المطلب من صيده فمر بالصفا فحدثته مولاة لعبد الله ابن جدعان بما كان من أمر أبى جهل مع الرسول؛ فغضب حمزة وراح يبحث عن أبى جهل حتى إذا بصر به في ناد من قريش ضربه بقوسه فشج رأسه شجة منكرة، ثم أعلن إسلامه في هذا الجمع، وعلمت قريش أن الرسول قد عز وامتنع بإسلام عمه حمزة.

الرسول يجلس على الصفا مطرقاً إلى الأرض، تراه المولاة فتقول:

لك الله من ناصب مُتَعب ... يجاهد في بلد مشغَب

تحمل فيه صفوف العذا ... ب فلم يستبد ولم يغضب

وأوذى من أهله الظالمين ... وشرّد في حيّه الأقرب

وقاسى بمكة ذل الغريب ... وذاق من المهد يُتمَ الأب

(تسعى إليه تستضيفه عندها)

محمد (ينظر إليها)

لا تسترح بيننا ... على ذلك الحجر المجدب

ونحن جوارك تحت الظلا ... ل بوادٍ وفير الجنى مخصب

يطالعنا بشهي الثما ... ر ويجري بمورده الأعذب

الرسول (إليها):

دعيني هنا أسترح ساعة

هي (مستنكرة) ... على ذلك الجامد الملهب؟

وكيف تطيق لهيب الرما ... ل وترتاح في وهج السبسب؟

هُلمَّ إلى حيّنا فاسترح ... قليلاً بمربعنا الأرحب

يظلك فيه وريف الغِرا ... س فتغفو على ظله الطّيب

<<  <  ج:
ص:  >  >>