للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[رسالة الأديب]

للأستاذ عباس محمود العقاد

في الرسالة التي صدرت (يوم ١٧ أبريل) كتب الأستاذ توفيق الحكيم من برجه العاجي يقول: (إن الدولة لا تنظر إلى الأدب بعين الجد بل إنه عندها شيء وهمي لا وجود له ولا حساب)

ثم يقول: (إن انعدام روح النظام بين الأدباء وتفرق شملهم وانصرافهم عن النظر فيما يربطهم جميعهم من مصالح وما يعنيهم جميعاً من مسائل قد قوّت عليهم النفع المادي والأدبي وجعلهم فئة لا خطر لها ولا وزن في نظر الدولة)

وفي الثقافة التي صدرت (يوم ٢٥ أبريل) كتب الأستاذ توفيق في هذا المعنى يسأل عن أدبائنا المعاصرين هل فهموا حقيقة رسالتهم؟ ويذكر ما يصنعه أدباء أوربا (كلما هبت ريح الخطر على إحدى هذه القيم - وهي الحرية والفكر والعدالة والحق والجمال - وكيف يتجرد كل أديب من رداء جنسيته الزائل ليدخل معبد الفكر الخالد ويتكلم باسم تلك الهيئة الواحدة المتحدة التي تعيش للدفاع عن قيم البشرية العليا)

ثم يقول بعد أن وصف سوء حال الأدب في مصر:

(أمام كل هذا وقف الأدب ذليلاً لا حول له ولا طول، وضاعت هيبة الأدباء في الدولة والمجتمع، وأنكر الناس ورجال الحكم على الأديب استحقاقه للتقدير الرسمي والاحترام العام. فالعمدة البسيط تعترف به الدولة وتدعوه رسمياً إلى الحفلات باعتباره عمدة. أما الأديب فمهما شهره أدبه فهو مجهول في نظر الرجال الرسميين ولن يخاطبوه (قط). . . على أنه أديب)

كلام الأستاذ الحكيم في هذين المقالين هو الذي ابتعثني إلى التعقيب عليه فيما يلي من خواطر شتى عن رسالة الأديب، وشأن الأديب والدولة، ومستقبل الأدب في الديار المصرية أو في الديار الشرقية على الإجمال

فهل من الحق أن الأدب محتاج إلى اعتراف من الدولة بحقوقه؟

أما أنا فإنني لأستعيذ بالله من اليوم الذي يتوقف فيه شأن الأدب على اعتراف الدولة ومقاييس الدولة ورجال الدولة

<<  <  ج:
ص:  >  >>