للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[دائرة المعارف الإسلامية]

نقد وتقدير

للأستاذ إسماعيل مظهر

العدد الأول من المجلد الأول في ٦٤ صفحة من القطع الكبير محلى بصورة جلالة ملك مصر وصدر بمقدمة في ٦ صفحات من قلم، لجنة الترجمة، والورق ممتاز والطبع حسن.

بورك في الشباب! بورك في الشباب عامة والطامحين منهم خاصة. فالشباب روح الأمم وعمادها. والطامحون من الشباب هم بناة المجد وسدنة الحضارة وعمد القوة. والشباب إذا نام خيم على الأمم النسيان وغشيها السكون وهوّم عليها النعاس. نعاس القرون بل نعاس الحقب والدهور. والشباب إذا تيقظ ودارت رحاه قذف بالكرات الواقفة على عجلة الدائرة إلى فضاء العدم، واستخلص من لباب الأمم كرات جديدة تساير رحاه في حركتها وتضيف إليها قوى جديدة يستعان بها على بلوغ الغرض الأسمى والمثل الأعلى. أما الشباب القانع المستنيم للدهر وللاقدار، فلا خير فيه إلا يقدر ما في البذرة الحية من الاحتفاظ بجنينها، لتستلمه إلى الطبيعة حياً عسى أن تكون منه جرثومة تخرج شباب الطموح والاستعلاء والتطلع إلى اللانهاية.

شباب قنع لا خير فيهم ... وبورك في الشباب الطامحينا

ونحن اليوم أمام عمل يقوم به الشباب المتوثب إلى المجد، المتعطش إلى المعرفة، الوثاب إلى المثل والغايات. عمل أقل ما يوصف به أنه أثر جليل من آثار القوة والجرأة النادرة التي تنبأنا بأن عجلة الشباب قد أخذت تدور لتقذف بالكرات الواقفة، وتجمع من حولها الكرات الدائرة. فان ترجمة موسوعة كاملة، في أي موضوع كانت، ومن أي مصدر استقيت، لعمل عظيم. فكيف بموسوعة كدائرة معارف الإسلام وعت ألواناً من التاريخ والفقه والتصوف والفلسفة واللاهوت والترجمة والجغرافية وعلم الهيئة إلى غير ذلك مما وعت حياة العرب قبل الإسلام وبعده. فان العلاقة بين الإسلام والجاهلية لعلاقة شديدة الآصرة تتعارض في نسيجها خيوط من روح الأمم العربية والأمم التي دانت بالإسلام. وكل هذا يزيد من صعاب العمل على المؤلفين، ولا يجعله هيناً على المترجمين. فإننا لم نعن بعد بتبويب ما وصل إلينا من فروع المعرفة التي تلقيناها عن العرب، ولم نفكر حتى

<<  <  ج:
ص:  >  >>