للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[زعماء التاريخ:]

مصطفى كمال أتاتورك

للأستاذ عبد الباسط محمد حسن

(لم يكن مصطفى كمال. رجلا من رجال المصادفة والحظ. يرفعه إلى البطولة خلو الميدان. ويدفعه إلى الزعامة غباء الأمة. وإنما كان من الصفوة المختارة الذين يضع الله فيهم الهداية للقطيع الذي يوشك أن يضل. . والحيوية للشعب الذي يأتي أن يموت. .)

(الزيات بك)

- ٥ -

انتقل مصطفى كمال إلى الأناضول. . . مبعدا عن القسطنطينية، وكان عليه أن يعمل على تسريح جيش الأناضول، وحل جمعية الاتحاد والترقي، بناء على رغبة السلطان وحيد الدين.

وقد أشترط مصطفى كمال قبل انتقاله أن تكون له صفة رسمية، وان يكون تحت أمره فيلقان كبيران، يتبعهما أربع فرق، كما يكون له الحق في إصدار الأوامر والتعليمات للقرى المجاورة لمنطقته، ولو لم تدخل في دائرة تفتيشه، وكذلك الاتصال بجميع قوات وولاة الأناضول.

ومع أن هذه الشروط أثارت دهشة وزير الحربية، وجعلته يتردد في التوقيع، إلا أن فكرة إبعاد مصطفى كمال عن القسطنطينية، ونفيه إلى الأناضول كانت قوية ومستحكمة. . ولذلك وافق بعد تردد، ومنحه الامتيازات التي أرادها لنفسه

وصل مصطفى كمال الأناضول في اليوم التاسع عشر من شهر إبريل سنة ١٩١٩م، هو اليوم الذي يعتبره مؤرخو النهضة بداية للحركة الكمالية، ثم بداية للعهد التركي الحديث.

وكان مصطفى كمال قد حزم أمره على البقاء في الأناضول إلى أن تظفر الأمة باستقلالها، لذلك بادر بالاتصال بالقواد والولاة اتصالا برقيا، وأخذ يبث في نفوسهم روح الثورة، وعمل على تأليف مؤتمر وطني للنظر في أحوال الأمة التركية، ولكن السلطان لم يقبل تأليف مثل هذا المؤتمر، فقابل مصطفى كمال ذلك بالاستقالة من السلك العسكري، وحمل

<<  <  ج:
ص:  >  >>