الأستاذ أنور المعداوي الكاتب المصري المعروف غني عن التعريف فهو ناقد فذ وأديب ممتاز ومن طلائع المثقفين القلائل في البلاد العربية، وأقول القلائل لأننا لو أحصينا الأدباء الذين جمعوا بني الثقافتين الشرقية والغربية وأطلقنا عليها أسم المثقفين كما تدل عليها كلمة الثقافة من معنى لوجدناهم من القلة بحيث لا يذكرون تجاه الأغلبية الساحقة من المتأدبين أشباه المثقفين وأنصاف الكتاب.
عرفه قراء الرسالة الزاهرة منذ سنوات في تعقيباته التي أعجبت كل أديب كما عرفه النقاد الموجودون الآن بين ظهرانيناً فإذا به يختلف وعدم التحيز لصديق أو قريب ومهاجمته الكثيرة من شيوخ الدب الذين يشطون فيما يكتبون:
وقال قائل منهم عنه (إنه عامل هدم في الحياة الأدبية لا عامل بناء) لماذا (لأنه منذ أن تناول قلمه ليكتب تحول القلم في يده إلى معمول ثائر، معول متعصب تنصب ثورته على بعض القيم والأوضاع!)
ولكنه وهو المارد الجبار الذي نذر نفسه ليغير من مناهج النقد القديمة البالية لم يبال بهذا الكلام الفارغ الذي يلقيه على عواهنه من لهم نصيب ضئيل من الثقافة أو من الذين لم يثبتوا أقدامهم في مواضعها؛ راح يكتب ويكتب بكل جراءة وصرامة غير ملتفت إلى نعيب الغربان ونقيق الضفادع، حتى مضت أشهر وإذا اسمه على كل لسان وإذا شهرته تسبقه في كل بلاد تشرق عليها من بلاد الشرق العربي، وإذا هو بين عشية وضحاها معروف وأثير لدي الجميع، وإذا يريد الرسالة يتلقى كل يوم عشرات الرسائل وكلها موجهة إليه، ليعقب على هذا المقال أو يجيب على ذلك السؤال أو يوجه ويرشد أو ينقد ليدل على مواضع القبح والجمال وكنت أحد الذين يقرؤون للأستاذ المعداوي وأحد الذين يعجبون بآراء المعداوي وأحكامه في عالم النقد والأدب، وقد شاء ربك أن تتصل الأسباب بيني وبينه، فإذا