أرسل ألينا صديقنا الأستاذ أحمد أمين هذا الكتاب جواباً عما سأل (سائل) في (البلاغ) وفي (الرسالة) ننشره ثم نعقب عليه:
أخي الأستاذ الزيات
سلام عليكم ورحمة الله
قرأت في مجلة الرسالة سؤالاً موجهاً إلى لجنة إنهاض اللغة العربية يسأل صاحبه لِمَ لم تقرر اللجنة كتب الأستاذ الزيات
ورداً عليه أقول: إن اللجنة لم تفتها كتب الأستاذ كتبت فيما كتبت للوزارة:
إن للأستاذ الزيات كتابين في مستوى الطلبة هما آلام فرتر ورفائيل، وهما من خير الكتب من حيث دقة الترجمة وجزالة الأسلوب ونصاعة التعبير وقوة البيان - ولكن آلام فرتر موضوعه حب هائم ينتهي بانتحار فضيع. ورفائيل رسائل غرام بن شاب وامرأة متزوجة
ولم نرى من الخير أن توضع أمثال هذه الكتب في أيدي الطلبة لناحيتها الأخلاقية لا لناحيتها البلاغية، ولو فعلنا لخالفنا ضمائرنا وهاج علينا أولياء أمور الطلاب بحق
أما كتاب (في أصول الأدب) فقد منعنا من اقتراحه عدم الوحدة في موضوعه واشتماله على مقالات فوق مستوى الطلبة
فهل يرى السائل بعد هذا البيان أن اللجنة تجنت على الأستاذ الزيات أو غمطته حقه في الأدب أو مست شيئا من مكانته في علو البيان؟
لا شيء من ذلك ولكنه الحق قدمته على كل اعتبار. وهل يطالب المرء بأكثر من أن يعمل وفق ما يعتقده من حق؟
أما ما وراء ذلك من لمز بأننا تملقنا الرؤساء وقصرنا اختيارنا على مؤلفات من نرجوهم أو نخشاهم فإننا نعرض عن الرد عليه والخوض فيه، فقد التزمنا في الحياة أن تصم آذاننا عن السباب وما يتصل به. والسلام عليكم ورحمة الله