[إلى الشاطئ]
للأستاذ إبراهيم الوائلي
أيها الملاح - والزورق ينساب ويجنح
ونسيم الفجر يختال على الماء ويمرح -
يمم الشاطئ حيث الحلم النشوان يسنح
فهنا كنت مع الطير أناجيها فتصدح
أيها الملاح - والشاطئ مسحور الهضاب
وعروش الكرم تزهي فوق هامات الروابي
وشعاع الفجر ينساب على الطل المذاب
أعد الذكرى وجدد لي أحلام الشباب
مل إلى الضفة فالزنبق يختال ويعبق
ومذاب الطل في الزهر دموع تترقرق
فلكم ينقر مجداف وكم يسبح زورق
والدجى لفت جناحيها وهذا الصبح أشرق
هذه الفتنة في الشاطئ - والطير تغني -
إنها مبعث إلهامي وإحساسي وفني
أيها الملاح جدد لي عهداً ضاع مني
فلكم وقعت كالطير هنا بالأمس لحني
إن في الشاطئ من حبي عهداً لا يزال
هائماً مثلي في الآفاق مشبوب الخيال
في دموع الطل، في النرجس، في خفق الظلال
في خرير الماء، في الانسام، في صمت الرمال
ها هنا حبي واقداحي وساعات اللقاء
وربيع ذاب فيه الصيف واندك الشقاء
وانطلاق قد تساوى الصبح فيه والمساء