وافعل بغيرك ما تهواه يفعله ... وأسمعِ الناس ما تختار مَسمعه
هذا البيت يشمل الأثرية والإيثارية معاً.
ولحكماء الإغريق قبل التأريخ الميلادي بخمس مائة سنة وفي الإنجيل ولحكيم الصين ما يشبه قول الشيخ. وروي البخاري في جامعه:(لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)، وروى ابن سعد في (الطبقات): (قال رسول الله ليزيد بن أسد: يا يزيدَ بنَ أسد، احبَّ للناس الذي تحب لنفسك) والأثر الكريم - كما ترى - هو أثرى وإيثاري. وروى البحتري في حماسته لعبد الله بن معاوية الجعفري:
ارض للناس ما رضيت من الناس (م) ... وإلا فقد ظلمت وجرتا
ولأبي العتاهية:
ولا خير فيمن ظل يبغي لنفسه ... من الخير ما لا يبتغى لأخيه
وقال عبد الله ابن المقفع:
(أعدلُ السير أن تقيس الناس بنفسك فلا تأتي إليهم إلا ما ترضى أن يؤتى إليك).
وروى السبكي في (طبقات الشافعة) لأبى سليمان الخطابي:
ارض للناس جميعاً ... مثل ما ترضى لنفسك
إنما الناس جميعاً ... كلهم أبناء جنسك
فلهم نفس كنفسك ... ولهم حس كحسك
وفي (كامل) المبَّرد هذا القول: (خير الناس للناس خيرهم لنفسه)، قال أبو العباس:(وذلك أنه إذا كان كذلك اتقى على نفسه من الشرق لئلا يقطع، ومن القتل لئلا يقاد، فسلم الناس منه باتقائه على نفسه).