ولما دعا الإمام الأستاذ أرنست هيكل إلى تلك النحلة الطبيعية الوحَدية اتخذ تلك الحكمة دعامة آدابها.
ولو أني حُبيت الخلد فردا ... لما أحببت بالخلد انفرادا
فلا هطلت علىّ ولا بأرضي ... سحائب ليس تنتظم البلادا
فيا وطني، أن فاتني بك سابق ... من الدهر فلينعم لساكنك البال
وما سرني أني أصبت معاشراً ... بظلم وأني في النعيم مخلد
فانفع أخاك على ضعف تحس به ... إن النسيم ينفع الروح هباب
كيف لا يشرك المضيقين في النعمة قوم عليهم النعماء
انجد أخاك على خيريهم به ... فالمؤمنون لدى الخيرات أنجاد
فجد بعرف ولو بالنزر محتسباً ... إن القناطير تحوي بالقراريط
فدار خصمك إن حق أنار له ... ولا تنازع بتمويه وإجلاب
إذا ما تبنيا الأمور تكشفت ... لنا وأمير القوم للقوم خادم
لا يتركن قليل الخير يفعله ... من نال في الأرض تأييدا وتمكينا
أضئ بالمعروف وأتلق، وأطلق يمناك فغدا تنطلق.
انظر بين يديك، واجعل الشر تحت قدميك، وإذا دعا السائل فقل لبيك، وإذا ألجأ عدوك الدهر إليك فانس حقودك الغَبِرات
أطعمْ سائلك أطيب طعاميك، واكس العاري أجد ثوبيك، وامسح دموع الباكية بأرفق كفيك.
الرجل كل الرجل من آتى الزكاة، ورحم المسكين، وتبرع بما لا يجب عليه، وكره الحنث، وكفر عن اليمين.
لتكن سماؤك ثرة، وثرى أرضك قريبا، فنعم الشيء الثراء لمن كسا العاري وأطعم السغبان.
ذُرّت البركة في طعام أكل منه الضعيف، ونزعت البركة من طعام خص به الغني دون الفقير، والله مطعم المطعمين. وزرُّ حرام يوقع المحقة في قميص انتسج من حل، وقطرة الدم تقع في المزادة فلا يحل منها الطهور.
أرَّ نارك لطارقك، ولا تؤرها لإحراق الجار، والله جار من لا جار له من المستضعفين. وبرٌّ في قلبك خير بُرَة في يدك فاتق الله، وكن مع الأبرار الطاهرين.