للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البريد الأدبي]

تواضع الأديب الحق

مما يسترعي الالتفات أحياناً تلك اللغة التي يخاطب بها بعض الأدباء زملاءهم، فتراهم يقولون: (زميلنا أو صديقنا فلان يطلب إلينا كذا، ونحن نقول له كذا، والأجدر به أن يسألنا كذا) إلى آخر هذا الكبر والتكبر في التعبير

هؤلاء قد نسوا من غير شك أو تناسوا أن تكبر الأديب الحق وتعاليه هو في الفكر والتفكير لا في مخاطبة الآخرين. إني أرى شعار الأديب الحق هو: (تواضع في معاملة الناس، وتعال في معالجة الأفكار). لقد آن الأوان لأذكياء القراء أن يقفوا بالمرصاد لكل أديب يحاول أن يتعاظم بالحط من غيره، وأن يرفع قدر نفسه بوسائل لا تتصل بجوهر الرسالة العليا للفكر والأدب

حدث ذات مرة أن تفضل أحدهم فذكرني بقوله: (صديقنا فلان)! فتساءلت: (أهو يريد أن يشرفني بصداقته أم يشرف نفسه بتعظيمها على حسابي)؟!

يقولون إن الذوق شيء ليس في الكتب؛ ولكني أقول إن الذوق شيء ينبغي أن يكون في طبيعة كل كاتب

توفيق الحكيم

على هامش العدد الممتاز

ظهر هذا العدد حافلاً كما تعود القراء بالآراء المنخولة، والعلم المصفى، والأدب الحي، الذي يبعث الحياة قوية في النفوس التي نال منها الجهد. وقد وقفني، وأنا أطالع بعض ما فيه من بحوث كلمات - هي لفتات قوية - جعلتني أكتب هذه الكلمة القصيرة

١ - يقول الأستاذ الجليل الزيات: (إن عمر رضى الله عنه رأى من العدل أن ينال اليهودي الذي عجز عن كسب حياته، من بيت المال ما يمسك نفسه). ذكرني هذا ما عاهد عليه خالد بن الوليد أهل الحيرة في كتابه الذي جاء فيه: (وأيما شيخ ضعف عن العمل، أو أصابته آفة من الآفات، أو كان غنياً فافتقر وصار أهل دينه يتصدقون عليه، طرحت جزيته وعيل من بيت المال وعياله وما أقام بدار الهجرة والإسلام) أين هذا العدل مما نراه

<<  <  ج:
ص:  >  >>