اليوم من ضياع حقوق الفقراء المسلمين عند الأغنياء المسلمين ولدى الحكومة في دار الإسلام!
٢ - ويذكر المؤمن حقاً الأستاذ الغمراوي في تأملاته أن الفضيلة جعلت في هذا الزمن الضال بأهله وسيلة للغلب: فالأمم تتعاهد فان وجدت في الوفاء ربحاً وفت، وإن وجدت الربح في النكث نكثت. هذه الحقيقة المؤلمة أذكرتني كذلك ما جاء في كتاب الفاروق عمر إلى سعد بن أبي وقاص وهو في حربه مع الفرس:(فإن لاعب أحد منكم أحداً من العجم بأمان، أو فرقة بإشارة أو بلسان كان لا يدري الأعجمي ما كلمه به وكان عندهم أمانا، فأجروا ذلك مجرى الأمان. وإياكم والضحك، والوفاء الوفاء!)
هل ترى أنبل من هذا وأشرف! يحض الفاروق على الوفاء بكلمة تبدو من لأعجمي لا يدري معناها ولا يدور بخلده أنها أمان، أما الأمم التي ترى أنها أوفت على الغاية من المدنية والحضارة، والتي يأخذ عنها سادتنا وزعماؤنا ورجالاتنا العادات والتقاليد، فتتعاهد وتحكم العهد، حتى لا تترك فيه لفظة ينفذ منها شك، أو حرف يكون تعلة للبس؛ ثم إذا رأت إحداها أن خيرها في النكث نكثت، إن مكنها هذا ما تملك من حول وطول، ومن قوى الدمار والهلاك!
يا قومنا! يجب أن نعتز بتراثنا وآدابنا وأمجادنا التي تصمد في مقام الاعتزاز والفخر. بذلك تحترمنا الأمم الأخرى، ونسير في طريق المجد. والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
محمد يوسف موسى
المدرس بكلية أصول الدين
إلى الدكتور زكي مبارك
قرأت ما كتبته في العدد (٤٤٨) من مجلة الرسالة الغراء تحت عنوان (أعدى الأعداء) ولست أقول فيه شيئاً، غير أني أحيلك إلى ما كتبه الدكتور طه حسين بك في العدد (٣٩٩) من مجلة الاثنين ففيه خير جواب لك
ولعل من الخير أن أذكرك بكلمة قالها الجاحظ في كتابه عن النساء وهي:(لسنا نقول ولا يقول أحد ممن يعقل أن النساء فوق الرجال أو دونهم بطبقة أو طبقتين أو بأكثر)