٢٤ + ١٦=٤٠. . . هذه هي القروش الأربعون التي خرجت من جيبي عن طيب خاطر. وإني أصارح القراء بأني أبكي عليها الآن كما لو كانت أربعين ألفاً من الجنيهات!
دفعت المبلغ الأول في شباك تذاكر سينما (ستوديو مصر) ثمن تذكرتين؛ إحداهما لي والأخرى لصديقي الذي أتأبطه في الذهاب ويتأبطني هو في العودة! ودفعت المبلغ الثاني في شباك سينما (الكوزمو) ويا ليتني ما دفعت هذا ولا ذاك، فقد علمت - بعد فوات الوقت - أن المبلغين ذهبا إلى وجه الشيطان!
حرصت على أن أشهد أول عرض في استوديو مصر لشريط (حياة الظلام). وقد كان بودي أن أرى عملاً فنياً رائعاً، فلم أر عملاً فنياً على وجه الإطلاق. وإنما رأيت صوراً تتكلف الحركات، وأفواهاً تتكلف الكلمات، ومناظر تتكلف وتفتعل افتعالاً. . . كل ذلك في قصة لم يكن بها من بأس كقصة، للقراء ولكنها كانت ساقطة أشنع السقوط بوصف أنها سيناريو لسينما ولا ندري فوق ذلك ماذا دهى الآت تسجيل الصوت في أستوديو مصر؛ فقد كان فسادها صارخاً، حتى أن الكلام لم يكن يصل إلى مسامع الجمهور إلا وتصحبه همهمات تخبأ الألفاظ وتلف مخارج الكلمات. ولا ندري أيضاً لماذا يعنى هؤلاء الناس بإبراز هذه الوجوه التي جربوها وفشلت مراراً؛ أو نسي القوم خيبة بطل هذه الشريط في سابقه (فتش عن المرأة)! ولا ندري لماذا لا يفتشون عن وجوه جديدة يعطونها الفرصة لكي تظهر وتنجح؟
والمؤلم أن يضطر الناقد إلى الاعتراف بأن شخصية واحدة من شخصيات هذا الشريط هي التي حظيت بشيء من التوفيق وهي فردوس محمد التي أصبحت مختصة بأدوار الأمهات تقوم بها في إتقان تام ونجاح فائق؛ وعلى الشخصيات الباقية السلام!
أما الشريط الآخر، أو الفضيحة الأخرى من فضائح هذا الموسم، فهو (العودة إلى الريف) الذي آثرت السيدة ملك أن تبدأ به حياتها الفنية كممثلة سينما. فهذا الشريط ليس فيه موضوع ولا تمثيل ولا تلحين ولا إخراج
وقد وضح لنا من البحث أن العمل فيه قد جرى في حدود مالية ضيقة. وليس هذا عذراً