ولا يستطيع ذلك إلا من عمر الدين المتين قلبه، وملأت الثقة بالله نفسه. وبعد فإن لنا نصيحة نريد أن نسرها إلى الناقد الفاضل، وهي أنه ينبغي لمن يقدم على نقد كتاب كالإمتاع والمؤانسة أن يكون لديه إلمام يسير بأوليات قواعد النحو، فيعرف حكم الفاعل ونائبه، وبماذا يرفع المثنى والجمع، وما إلى ذلك، وإلا رد نقده عليه، وكان حديثه عن الكتب منه وإليه
قال مؤلف الإمتاع والمؤانسة في تفسير معنى الخَلَق بفتح الخاء واللام ما نصه:(وأما قولهم: هذا شيء خَلَق فهو مضمَّن معنيين) الخ
وقد ذكر الناقد هذه العبارة وكتب تحت قوله:(مضمَّن معنيين): (كذا) حاسباً أنه قد ظفر بغلطة شنيعة؛ يريد حضرته أن في قوله:(معنيين) غلطاً نحوياً! وكان الصواب في نحوه هو: (معنيان)! فما أرى سيبويه والخليل والفراء والكسائي ومن إليهم من أئمة العربية في هذا النحو الجديد؟!
وهل في قواعدهم أن للفاعل نائبين: نائب أصيل ونائب مساعد كما لبعض وزارات الحكومة وكيلان: أصيل ومساعد؟!
ألا يعرف الأستاذ أن ضمّن يتعدى إلى مفعولين؟
الحق أن تلك الزلة تهدم مقاله من أساسه، وتجعل صاحبها غير أهل لنقد كتاب كالأمتاع والمؤانسة الذي نحن بصدده
هذا ما يتعلق بنقد الدكتور بشر. وسنتحدث في المقال الآتي عن أمثلة من نقد صاحبه