للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[من تاريخ الطب الإسلامي]

لصاحب السعادة الدكتور قاسم غني

سفير إيران بمصر

(تتمة)

قد استنبط الأستاذ براون من بيان هذه الحالة أن ابتلاء المريض بالحميات المخلطة مع وجود قشعريرة تتقدم الحمى كان سبباً في أن ظن الرازي في بادئ الأمر مرضه الحمى (الملاريا) ولا سيما انه كان في بلاد كانت تكثر فيها هذه الحمى. والحال أن هذه الأعراض لم تكن أعراض حمى الملاريا بل كانت نتيجة لمرض عفن، وان الرازي غير رأيه عندما شاهد المدة في بول المريض وتحقق لديه أن المرض خراج في الكلى.

والغرض من استشهادنا بهذه الحادثة هو أن نبرهن على أن الأطباء كانوا يدرسون حالة المريض واعرض المرض درساً وافياً دقيقاً وبهذه الطريقة كان طلاب الطب يتلقون من أساتذتهم درساً عملياً تجريبياً عن الطب وعلاج الأمراض المختلفة وفي نفس الوقت كان الطبي يداوي المرضى ويزداد تجربة ومهارة في عمله وكان الجميع يخدمون صناعة الطب ويساهمون في ترقيتها بالدرس والبحث والتجارب المنظمة في القسم الداخلي من البيمارستانات عندما كان يصعب تشخيص مرض مريض في قاعة من القاعات وتدعوا الحالة إلى استدعاء طبيب أو اكثر من القاعات الأخرى غير القاعة التي فيها المريض للاستشارة كان يدعي عدد منهم فيتداولون في الأمر.

وكان الأطباء يشتغلون في البيمارستان بالنبوة، فجبرائيل ابن بختشوع كانت توبته في الأسبوع يومين وليلتين.

وكانت دروس الطب تعطى على الأغلب في البيمارستان فيجلس الطبيب ليفحص المرضى ومعاينتهم فيصف العلاج اللازم للمريض ويكتب له ويشرح كيفية استدلاله على المرض للحاضرين، وكان بين يديه المشارفون والعوامل لخدمة المرضى وكان كل ما بكتبه لكل مريض من المداواة والتدبير ونوع الطعام يوضع بجانب فراشة للرجوع أليه في تنفيذه وأجرائه.

<<  <  ج:
ص:  >  >>