للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[السري الرفاء]

لصاحب العزة الدكتور عبد الوهاب عزام بك

السري بن أحمد الكندي الموصلي المعروف بالرفاء من شعراء القرن الرابع الهجري النابهين.

نشأ في الموصل رفاء يرفو الثياب، وقد ذكر هذا في شعره إذ كتب إليه صديق يسأله عن حاله فأجاب بأبيات

منها:

وكانت الإبرة فيما مضى ... صائنة وجهي وأشعاري

فأصبح الرزق بها ضيقا ... كأنه من ثقبها جاري

يقول الثعالبي في يتيمة الدهر:

(ولم يزل السري في ضنك من العيش إلى إن خرج إلى حلب واتصل بسيف الدولة واستكثر من المدح له فطلع سعده بعد الأفول، وبعد سيطه بعد الخمول وحسن موقع شعره عند الأمراء من بني حمدان ورؤساء الشام والعراق ولما توفى سيف الدولة ورد السري بغداد ومدح المهلبي الوزير وغيره من الصدور فارتفق بهم وارتزق معهم وحسنت حاله، وسار شعره في الآفاق، ونضم حاشيتي الشام والعراق، وسافر كلامه إلى خراسان، وسائر البلدان).

فهذا شاعر عاش في الشام والعراق في القرن الرابع، وشهد حلبة الأدب عند الأمير العربي الجواد الأديب سيف الدولة، واتصل بالوزير الأديب المهلبي في بغداد. فهو يمثل الشعر العربي في عصر من أندر عصوره، وفي أمجد أقطاره. ففي شعره مجال للأديب واسع، وقد صرف القول في فنون الشعر المعروفة في عصره، نافس كثيرا من شعراء زمانه. ولا يتسع حديثنا للقول في تاريخ السري الرفاء وشعره، فأكتفي بموضوعين.

الأول عداؤه للأديبين الموصليين الأخوين محمد وعثمان المعروفين باسم الخالدين، وهجاؤه إياهما بسرقة شعره وشعر غيره وتصريفه القول في غارتهما على الشعر، والولوع بذكر هذا في قصائد مدحه وهجائه. وإن صح ما رواه الثعالبي عنه فقد حملته العداوة على ما لا يحمل بالأدباء. يقول الثعالبي:

<<  <  ج:
ص:  >  >>