يقول الأستاذ محمد خلف الله في صفحة ١٢٩٨ من مجلة الرسالة إن نقاشنا إياه ينقسم قسمين مسائل وشتائم وأنه يعرض عن قسم الشتائم ويناقش المسائل.
وليس في مقالينا اللذين ناقشناه فيهما شتائم فاتنا نعيد قلمنا أن يكون شتاماً فأن الشتائم عيب الشاتم لا عيب المشتوم ولكنه العلم يا أستاذ وهو الجدل العلمي الناصح والعلم لا يعرف الملق ولا التأنق ولا الفرك في الذروة والغارب إنما العلم هو الألفاظ على دلالاتها: حق وباطل، وجاهل وعالم، وصادق وكذاب، وأمين وخائن وهو سوق الحجة ولإقامة الدليل؛ ولو أننا في غير مقام علمي لأسبغت عليك من لين الحديث ونعومة الأسلوب ما في الحرير من طراوة وما في النسيم من لطف رقيق؛ الست ترى أنني حين أتكلم عن شخصك أقول الأستاذ خلف الله وما أنت بأستاذ؟ فأما إذا وصلنا إلى تحديد الأوصاف في مقام الجدل العلمي فاعذرني فالتبعة على نصاحة العلم وعدم قبوله الملق والدهان.
١ - وقال: المعروف دينياً ألا نستنتج من نص قرآني أمراً لم يقصد إليه القرآن. فقلنا له أن كل كلام لا بد له من دلالات ثلاث المطابقية والتضمنية والالتزامية ولا يملك أحد في الدنيا أن يجرد كلاماً من هذه الثلاث الدلالات أو من بعضها ما دام يملك مسكة من العقل؛ فجاءنا في العدد الذي ذكرنا يقول بنصه (ولا نفهم كيف يكون لكل كلام دلالات ثلاث تقصد منه مع أن عبارة المتن - الذي يعرف بعلم البيان - والإيرادات المذكورة لا يتأتى بالوضعية أي بالدلالة المطابقية ويتأتى بالعقلية أي التضمنية والالتزامية).
وأنا وأهل العلم جميعاً لا يعرفون متنا اسمه على البيان (أليست هذه جرأة مني يا أستاذ خلف؟) ذلك لأنه لا يوجد متن هكذا وإلا فأين هذا الهراء يا أستاذ؟
ولا أتركك تتخبط كثيراً بل أصحح لك المقام؛ إنها عبارة مستفيضة في كتب البلاغة (وأظنك لم تدرسها كما تدل عليه عبارتك) تجدها في تلخيص المفتاح وفي المفتاح وفي الإيضاح وفي، وفي؛ بنصها أو قريب منه؛ وكأن شيطاناً من الشياطين حولك خطف لك هذه الخطفة من علم البلاغة وهو لا يعيها فألقاها إليك وأنت لا تعيها؛ وأودعتها مقالك وأنت كذلك لا تعيها؛ وظننت أنك أتيت بشيء وما هو بشيء.