كان رئيس البوليس السري جالساً إلى مكتبه، وأمامه وجوه مستعارة وشوارب ومناظير مستعارة كذلك مختلفة الأشكال فهو في أقل من ثانية يستطيع التنكر
ووضع قليلاً من مسحوق أبيض في كوب من الماء وتجرعه، وفي هذه اللحظة طرق باب حجرته طارق، فخبأ المسحوق في درج مكتبه ووضع على شفته العليا شارباً أسود، وأذن للطارق بأن يدخل، ولكنه لما رآه وتبين أنه سكرتيره أعاد الشارب إلى مكانه وهو يقول:
- أهذا أنت؟ ماذا لديك من الأخبار؟
فأجابه سكرتيره:
- عندي مسألة في نهاية الغموض وفي نهاية الأهمية لعلاقتها بدولة أجنبية، ويخشى إذا لم يستطع البوليس حلها أن تنشب حرب طاحنة
قال رئيس البوليس السري:
- وهل تكون المسألة بهذه الدرجة من الأهمية ويعجز بوليس لندن عن حلها؟ قل لي، هل تتعلق بالبرلمان أم الوزارة أم ماذا؟ فأجابه سكرتيره:(هي تتعلق بمن لا نكاد نجرؤ على النطق بأسمائهم ولها مساس بالسياسة الدولية وأخشى أن تحدث بشأنها حرب عالمية)
قال رئيس البوليس:(إذن فأخبرني بما عندك من التفاصيل)
فأجابه السكرتير:(لقد اختطف البرنس ورتمبرج)
وقف رئيس البوليس السري منزعجاً وقال:(لقد سمعت كثيراً عن هذا الأمير وأعتقد أنه من أسرة البوربون. إنك محق بلا شك فإن وراء اختطاف الأمراء أمراً شديد الخطورة)
فأخرج السكرتير من جيبه رسالة برقية وقدمها لرئيسه وهو يقول:(هذه رسالة رئيس البوليس في باريس)
فتناولها وقرأها وهذا نصها:(لقد اختطف البرنس ورتمبرج والأرجح أنه نقل إلى لندن. يجب أن يعاد إلى باريس قبل يوم المعرض. الجائزة ألف جنيه)
قال الرئيس: (لابد أن يكون المعرض دولياً ولا بد أن يكون لاشتراك البرنس فيه مغزى