بلغني من أحدهم بطريق المصادفة أن بعض صحف الأقطار الشقيقة تنسب ألي رأياً خاصا في الوحدة العربية، كما تشير إلى تهم قيل إنها صدرت مني ضد بعض الأدباء في تلك البلاد. ولم تقع في يدي حتى الآن صحيفة من تلك الصحف أطالع فيها تفصيل هذه الأخبار الغريبة. ولكني أكتفي هنا بأن أرجو من صحف البلاد الشقيقة أن تضن قليلا بحسن ظنها في صحة الأقاويل والإشاعات التي تنسب إلينا، وألا تلقي بالا إلى غير ما ينشر موقعا عليه بأسمائنا من مقالات أو تصريحات، فإن بدعة (أحاديث المجالس) المتفشية الآن في الصحافة الحديثة لم يبق فاصلا بين الجد والهزل، ولم تجعل حدا بين الحقيقة والخيال. وقد يأتي اليوم الذي أحاسب فيه أيضاً على تلك (النكات) والدعابات التي يضعونها على لساني تحت الصور الكاريكاتورية في المجلات الأسبوعية، أو ما يرد من حين إلى حين في صيغة (قال لنا الأستاذ فلان. . .) كل هذا يجب أن يؤخذ مأخذا خفيفاً، وأن يقرأ مع الابتسام، لا أن يجعل أساساً لحقائق يدور حولها الكلام. . . وكنت أود أن يفطن الناس إلى ذلك منذ زمن، فلا يجعلوا مثلي مسؤولا إلا عما يحرر بقلمه أو ما ينشر بإذنه، ولقد بحثت في ذاكرتي فلم أجدني نشرت أكثر من مقالين أدبيين منذ عام، ولم أسمح بأكثر من حديثين جديدين، ولم تكن الوحدة العربية موضوع بحث أو سؤال، ولا كان الأدباء محل نظر أو جدال. خصوصا وان اطلاعي على الصحف أو الكتب، ومعلوماتي عن كتابها ومؤلفيها من أبناء البلاد الشقيقة هي للأسف من الضآلة بحيث لا تبيح لي الكلام فيها. ولابد لي من وقت أعالج فيه هذا النقص، وأتوفر على الإحاطة بالإنتاج الحديث وأصحابه قبل إبداء الرأي أو توجيه الاتهام أو إزجاء الثناء. وأملي أن يوفقني الله إلى القيام بهذا الواجب في القريب. فإن أقل ما ينتظر منا هو أن نكشف للعيون عن ثمرات القرائح الناضجة في حدائق جيراننا. تلك غايتنا. فإذا عجزنا عن إدراكها سكتنا على مضض. أما أن نتكلم بشر فهذا ما لا يكون منا أبدا. وأخيرا أكون شاكراً لو تفضلت كل جريدة عربية في كل قطر عربي بنشر هذا البيان، إقرارا للحق في نصابه والسلام. . .