للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[حول جدل في الجامعة]

قرأت اليوم وأنا بريف الشرقية حديثاً للأستاذ الفاضل (العباس) تحت عنوان (جدل في الجامعة)

ولما كان هذا الحديث يخصني لأنه يدور حول رسالة قدمتها كتبت هذا إليكم رجاء التفضل بنشر هذه الكلمة ليقف القراء على جلية الأمر وليعرفوا الخطأ من الصواب.

وقبل أن أبدأ الحديث ألفت الذهن إلى أنه ليس من الحق في شيء أن الأستاذ أحمد أمين قد عاب الرسالة لضعف في منهجها ولا لإنكار ما فيها من حقائق علمية، ولقد كان كل ما صنعه أن لفت ذهن الجامعة إلى أن مناقشة الرسالة قد تثير ضجيجاً لما فيها من أفكار وآراء.

يتلخص موقف الأستاذ أحمد أمين في هذه المسألة وهو في هذه يعتبر متضامناً مع الأستاذ الشايب ومن هنا يكون حديثي مع واحد منهما حديثاً مع الآخر.

وإذا كان الذي يهم الجمهور من هذه المسألة هي المسألة الدينية فقد قصرت حديثي عليها ليرى القراء أن ما قلته في الرسالة هو الذي يتفق مع الدين ويجري ومقاصده.

وأحب أن يعلم القراء أني قد التزمت في هذه الرسالة أمرين

الأول: - ألا أثبت حقيقة ينكرها الدين وسجلت ذلك في الرسالة حيث قلت في ص ٢١ ما نصه (وأعتقد أن من حقنا أن نقف وقفة قصيرة نشرح فيها هذه العلاقات لنقدر ما في القرآن من معان تاريخية تقديراً لا ينكره الدين) انتهى بنصه.

الثاني: - أني التزمت في استنباط ظواهر القصص القرآني طريقة الاستقراء ومن هنا كانت كل حقيقة أدبية أثبتها مستمدة من القرآن الكريم. ولقد سجلت ذلك أيضاً على نفسي حيث قلت في الرسالة ص ٢٣ (والآن نستطيع أن ننتقل إلى الجو القرآني لنبحث ما في قصصه من أشياء تاريخية. وقبل البدء ننظر في اعتراض قد يستثار ذلك لأن ما قررناه من صلة بين التاريخ والقصة يعتمد على ظاهرات في القصص لوحظت حديثاً وقررت على أنها بعض التقاليد الأدبية التي تصور ما للقاص من حرية والقرآن أقدم من هذه الملاحظات للظواهر وهذه المقررات للتقاليد.

على أنها لو كانت قديمة لا تلزم القرآن في شيء إذ لكل قاص مذهبه وطريقته ولكل خالق حريته في الخلق والابتكار ولن يقرر ما في القرآن من قيم إلا واقع أدبي ألتزمه القرآن

<<  <  ج:
ص:  >  >>