للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[في اللغة والأدب]

المثنيات

للأستاذ محمد شفيق

إن من خصائص اللغة العربية التي امتازت بها على غيرها من اللغات الحية هذه المثنيات. وقلما يخلو علم من علوم لغة الضاد من مثنيات إن قليلة أو كثيرة. وقد رأيت أن أقدم إلى قراء (الرسالة الغراء) أمثلة منها مرتبة على العلوم، مبتدئاً بالأدب واللغة لشدة علاقتهما بالرسالة، وإن كانت هي حفية بالثقافات الإسلامية والعربية وغيرها:

المثنيات في اللغة والأدب والنحو والعروض

(الأبردان) الغداة والعشيّ، والظل والفيء، وفي الصحاح: الأبردان: العصران. (الأبيضان) اللبن والماء، أو الشحم واللبن، أو الشحم والبياض، أو الخبز والماء، أو الحنطة والماء، أو الملح والخبز، قال الشاعر:

ولكنه يأتي إلى الحول كاملاً ... وماليَ إلا الأبيضينِ شَرابُ

(الأجدّان) الليل والنهار، وكذلك الجديدان، والدائبان والطريدان، والعصران، والملوان، والأحدثان، والأصرمان

(الأحمران) الخمر واللحم، وفي المثل (أفسدَ الناسَ الأحمران) قال الشاعر:

إن الأحامرة الثلاثةَ أهلكتْ ... مالي وكنت بهنَّ قدماً مولعا

الرَّاح واللحم السمين وأطَّلي ... بالزعفران فلا أزال موَلعا

(الأخضران) النباتان القريب والبعيد، لأن القريب أخضر حقيقةً، والبعيد كما قالوا أسود؛ والأسود عند العرب أخضر، يقال فلان أحرق الأخضرين: يراد المبالغة في ظلمه وتعديه، كأنه يوصل الشرَّ إلى القريب والبعيد. وقيل الأخضران: النبات والإنسان من العرب؛ قال الفضل بن العباس:

وأنا الأخضرُ من يعرفني ... أخضر الجلدةِ من نسل العربْ

(الأصرمان) الذئب والغراب لأنهما انصرما عن الناس، أي انقطعا، قال:

وموماة يحارُ الطرفُ فيها ... إذا امتنعتْ علاها الأصرمان

<<  <  ج:
ص:  >  >>