للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[المسرح والسينما]

المسرح المصري في خدمة العقيدة الوطنية

للأستاذ على متولي صلاح

كتب الأستاذ زكى طليمات في العدد الفائت من (الرسالة) فصلا عقده على الموازنة بين نظريتين من النظريات التي توضح أهداف الأدب والفن وما ينبغي أن يتجها إليها، وموقف المسرح المصري الآن من هاتين النظريتين والأحداث تغمر البلاد، والنفوس تغلى بالثورة والغضبة الكبرى؛ إذا المسرح - كما لا يخفى - جماع الأدب والفن معا.

أما النظرية الأولى فهي أن يكون الأدب والفن (لمجرد الأدب والفن، إشراقات تصفى الذوق وتصقل الروح وتنمى حاسة إدراك الجمال. وسبحات في آفاق المعاني والخيال المشتهى ولمعات ترقى بالنفس إلى أعلى مدارك النور.) كما يقول الأستاذ.

وأما النظرية الثانية فهي أن الأدب والفن لابد أن يكون كل منهما (أولا وأخيرا لمعالجة ما يشغل أذهان الناس تبعا لمشكلات حياتهم، ولتناول ما يعنيهم في كفاحهم مع العناصر التي تحيط بهم؛ ابتغاء تيسير أسباب الحياة الاجتماعية في ناحيتها الإيجابية ومعاونة الشعوب على التقدم والارتقاء.)

أي أن الأستاذ وازن بين النظريتين المعروفتين من نظريات الأدب وهما: - نظرية (الفن للفن) التي ظهرت في القرن الماضي، والنظرية (الوجودية) التي ظهرت خلال هذا القرن بل خلال أيامنا هذه، والتي أخذت براعمها تتفتح هذه الأيام وأخذت فكرتها تنتشر هنا وهناك وتلقى القبول عند الكثير من الناس في مختلف البلاد ويوشك المستقبل أن يكون لها دون سواها من نظريات الأدب الأخرى.

ثم خلص الأستاذ بعد ذلك إلى ترجيح النظرية الثانية ولكن في فترات من حياة الشعوب يكون لزاما فيها على الأدب والفن أن يكونا (خالصين متوفرين لخدمة المجتمع في أهم ما يشغله سواء كان هذا الشاغل عرضا إلى زوال، أو مبدأ قد يغير من جوهره على مر الأيام)

وكان هذا منه تمهيدا للمسرحية التي يقدمها للناس في هذه الأيام باسم (دنشواي الحمراء) والتي يقدمها كما يقول (صفعة من جانب المسرح المصري في وجه الاستعمار)

<<  <  ج:
ص:  >  >>