للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[عند القمة الأولي. . .]

للأستاذ محمد العلائي

(أخي سيد قطب:

كان في حسابك وحسابي أنني سأبعث بهذه القصيدة أو بمثلها من (لندن) ولكن! ضحكت الأقدار وبعثت بها من هذه القرية المصرية الهامدة التي مزقت أهلها متربة الأنفس ومجاعة الأفواه!!. . فهل يأذن أستاذنا (الزيات) وهو والد كريم ولمحتني حق في (رسالته) هل يأذن في أن أشهد على وزارة المعارف المصرية وموقفها من (بعثتي) بعد أن أصبحت حقاً لا يقوى على اغتصابه إلا من أعفي نفسه من الواجب والضمير. أريد أن اشهد على وزارة المعارف وعلى شعورها بقضيتي أولئك الذين مسني عطفهم وعنايتهم من أساتذتي بالجامعة وخارجها ومن أصدقائي الأقربين. . .

وأشهد وزراء المعارف وذوي الأنفس والآراء في المشرق العربي على وزارة المعارف المصرية وكيف أفقدتني الثقة في وطني وبيئتي مما جعل غايتي في الحياة أن اخرج من (مصر) التي أبت على أن اقنع من الدنيا بالماء والهواء وأن يكون عاملا أمينا مخلصا في قضية الحق والخير وان اخدم طائفتي من أبناء الظلام فأعوضهم عن ظلمة البصر نور البصيرة.

فلنحمل وزارة المعارف المصرية تبعة الروائي في هذه القرية أو هجرتي من هذا الوطن الذي لم تشملني وزارة معارفه بذرة من العطب الذي شملتني به وزارتا المعارف الإنجليزية والأمريكية).

(العلائي)

طال عهد النوى فسيروا أمامي ... ودعوني فلن يطول مقامي!

ودعوني فما انتهيت ولكن ... أوهن الخوف والرجاء عظامي

وازدرائي لما أرى لم يدع لي ... أملا في الثرى ولا في الغمام

فرَّق الصحو مهجتي وطواني ... ألم السهد بين قوم نيام

قَّصر العزم خدعة بعد أخرى ... في شعور مفزَّع بالحمام!

كم طويت الشعاب احمل نفسي ... تحت عبء الرغاب قيد الظلام

<<  <  ج:
ص:  >  >>