قلت - يا سيدي الأستاذ - ما هذا نصه، وقد ورد في ص٨١٢ من (الرسالة): وإذا ذكرنا أن كومودوس هو أبن مارك أوريل، وأن إتيقوس قد أشرف أيضاً على تربيته كما أشرف على تربيه أبيه، وإذا كان من الممكن أن يكون قومودس إمبراطور روما قد كتب إلى إنتيقوس باللغة اليونانية يطلب إليه كتباً وأشعاراً، وأن العرب قد علموا بذلك - مترجماً عن اليونانية ترجمة لا نعلم مبلغ دقتها؛ فأي غرابة في أن يكونوا قد جعلوا إتيقوس شاعراً يونانياً، ومن قومودوس ملكاً لليونان، مادام مصدرهم كان يونانياً، ومادام التوحيدي يورده على سبيل الرواية؟ وهل العرب كانوا يعرفون شيئاً دقيقاً عن الشعراء اليونان ومعلمي البلاغة عندهم، حتى نستعبد أن يخلطوا بين الشاعر ومعلم البلاغة، أو أن يستنتجوا من يونانية النص أنه تبودل بين يونانيين؟
انتهى كلام الأستاذ مندور المدرس بكلية الآداب في مصر
فيا سيدي، أهذا هو إكرامك للعرب أجدادك وأنت تنشئ تلاميذ عرباً ليقدروا أجدادهم أحسن تقدير؟ فكيف تتمكن بعد ذلك من تعليمهم احترام أسلافهم بعد أن قلت عليهم أنهم ما كانوا يميزون بين الشاعر ومعلم البلاغة، حتى أنهم كانوا يخلطون الواحد بالآخر؟!
ذلك ما لا نقبله منك، ونلتمس من حضرتك بعد هذا أن تكرم بني مضر الإكرام اللائق بهم، لأن الدقة في التعريب بلغ منهم أبعد مبلغ، حتى أن المستشرقين المعاصرين يدهشون مما جاء به هؤلاء الدهاة الذين لا يشق لهم غبار! فنحن يا سيدي نحتج عليك وعلى قولك هذا، ونرجو منك ألا تعود إليه ولا إلى مثله، وتعوض عنه بما يغفر لك سيئتك هذه!!
٦ - نتيجة الأستاذ الجليل
ختم الأستاذ نبذته - ويا ليته لم يكتبها! - بقوله: (ولعل في هذه القراءة ما يطمئن إليه -