ولو مؤقتاً - الأب الفاضل، إلى أن يقترح غيرنا قراءة أصح) انتهى
قلنا: لم نطمئن إلى هذا المقال دقيقة واحدة. والدليل عل ذلك، وعلى أننا لم نقبل منه رأياً واحداً من جميع تلك الآراء كثرة ما ورد فيها من التشويش والارتباك وعدم بقائه في قرار مكين
وكيف نطمئن إلى ما ذهب إليه وهو نفسه لا يطمئن إليه؛ إذ قال في آخر آرائه:(ولعل في هذه القراءة. . . ولو مؤقتاً. . . إلى أن يقترح غيرنا قراءة أخرى.
فهذه كلها أقوال هدامة، ناسفة لكل ما أورده من الآراء والقراءات، حتى اضطررنا إلى أن نمعن في البحث كل الإمعان لنجد ضالتنا، فوجدناها والحمد لله في الأول والآخر.
٧ - من كان ملك يونان الذي طلب ايبيقوس؟
هذه مسألة في نهاية الغموض؛ فإن هذا الملك لم يكن ثيودسيوس، كما قال الناشران في ١٥٣: ٢، ولا قومودس، كما ذهب إليه حضرة أستاذنا الذكي المدرس بكلية الآداب في مصر الزاهرة، ولاتودورس، على ما ورد في حاشية ص١٥٣. وسبب كل هذا الإنكار أن هؤلاء جميعهم كانوا روماً لا يونانيين خلافاً لما يذهب إليه أستاذنا المدرس. ولعله يفعل هذا تحقيقاً لقولهم: خالف تذكر؛ ولأنهم لم يكونوا جميعاً من المائة السادسة قبل الميلاد. وكفى بذلك دليلاً على أنه لم يكن أحد منهم الملك الذي طلب إيبيقوس.
إذن من عسى أن يكون هذا المنشود؟. إننا نظن أن الاسم تيودوسيوس وغيره من قومودوس ولاتودورس من وضع النساخ، لا من وضع الناطق به لأول مرة، أي أبو سليمان المنطقي السجستاني. وكثيراً ما كان النساخ يضعون في مواطن الأسماء المجهولة، أو الأعجمية، أو الصعبة القراءة أو النطق بها، ألفاظاً مشهورة مألوفة سهلة التلفظ بها، إن في الأعلام، وإن في المصطلحات العلمية، بل في الأحاديث النبوية نفسها
فمن الأول قولهم في الهبودروموس البذروم (راجع كتاب المسالك والممالك لابن خرداذبه ص١٠٩ من طبعة أوربة سنة ١٣٠٦). وقد قال ناشره في الحاشية: وسماه ابن رسته: البذرون والبيدرون واليبذرون. ونشر الأستاذ الجليل الشيخ عبد القادر المغربي في المقتطف ١٠١ ص٢٧٤ وما يليها مقالة قال فيها: إن العَلَم (ناصف تحريف ولدته اللهجة التركية عن نصوح) - وحضرته يعتقد هذا الأمر حاق الاعتقاد. أما نحن فلا نسلم به، بل