نظن أن من كان اسم واحد ممن اتصل بالترك ناصفاً، كان اسمه أيضاً (نصوحاً)، فكان يعرف (بناصف نصوح) معاً، كما قالوا: محمد علي، ومحمد حسن، ومحمد حسين، إلى نظائرها، ثم تُرِك العلم الأول وأُخِذ العلم الثاني، وهو كثير عندهم فقالوا:(نصوح) أو (نصوحي). أما أن يكون (ناصف) تصحيف (نصوح) أو بالعكس فبعيد عندنا
ومن الثاني قولهم: الشكار والبتكار في التنكار. والرجات والزاحات في الزاجات. والراوندي والرموندي والرواندي في الزراوندي لنوع من البورق. والمحّوض والمحوَّض والمجوَّص والمخصص في المخوص، لنوع من التوتيا (راجع مفاتيح العلوم طبعة فان فلوتن ص٢١٠ و٢١١)
ومن الثالث، ما ذكره أبو عبد الله حمزة بن حسن الأصفهاني المتوفى سنة ٣٦٧ هـ في كتابه (التنبيه على حدوث التصحيف): (إن كثيراً من رواة الحديث يروون أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: تختموا بالعقيق؛ وإنما قال: تختموا (بمعنى تعمموا) بالقيق. وهو اسم واد بظاهر المدينة. وروى آخر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يسحب العسل يوم الجمعة، وإنما هو يستحب الغسل في يوم الجمعة. ورووا: غم الرجل، ضيق أبيه، وإنما هو عم الرجل صنو أبيه، أي شبهه. وقال عليه السلام: خراب بصرتكم بالريح، وإنما قال بالزنج) انتهى
وبعد هذا البسط الوجيز الذي لا بد منه في هذا المقام، لوقوع التصحيف والتحريف في الكتب المخطوطة، نظن أن اسم الملك الذي طلب الشاعر اليوناني إيبيقوس هو أحد هؤلاء الأربعة:
فأما أن يكون (بولقراطس وهو طاغية ساموس (من سنة ٥٣٥ إلى سنة ٥٤٢ ق م. وكان محباً للعلوم والآداب، واجتذب إليه أنا كريون، كما ذكرته المعلمة البريطانية) وفريقيديس وشاعرنا إيبيقوس. وكان قد أنشأ خزانة كتب ثمينة
وأما أن يكون (بيستراتيدس وكان طاغية آثينة، ومن قرابة صولون. وكان قد ساعد على ازدهار الصنائع والفنون والحراثة والزراعة، وحسن آثينة، وأمر بإعادة النظر في قصائد أوميرس وعمم نشرها بالنسخ والنقل وهي التي أصبحت أمّا لجميع ما نشر منها بالطبع بعد ذلك. وكان من أبناء المائة السادسة