للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[تعقيبات]

للأستاذ أنور المعداوي

أستاذ جامعي يتسول:

لم أكن أحب أن أعود الآن إلى الدكتور عبد الرحمن بدوي. . . لم أكن والله أحب أن أعود، ولكن ماذا أفعل وهو يجبرني على العودة إجبارا ويدفعني إليها دفعا دون أن يترك لي شيئا من الحرية أو شيئا من الاختيار؟! وما ذنبي إذا كأن الأستاذ الجليل والفيلسوف الكبير قد أعجب كل الإعجاب بقصة مالك الحزين، حتى لقد مثلها بالأمس على مسرح الفكر ثم عاد اليوم ليمثلها مرة أخرى على مسرح الحياة؟! هل تذكر دوره الخالد الذي قام بتمثيله خير قيام على صفحات كتابه (أر سطو عند العرب) و (الإشارات الإلهية)؟ ليس من شك في أنك تذكره، لأن أثار التصفيق الحاد لا تزال واضحة على كفيك. . . إن هذا الدور الخالد - أقصد دور مالك الحزين - قد مثل من جديد ببراعة ليس لها نظير، وصفق اليوم بقوة كما صفقت بالأمس، وإياك أن تستهجن حركات الممثل البارع فتملأ الجو بالصفير!!

هل قرأت جريدة (الأساس) في عددها الصادر يوم ١٩ فبراير؟ إذا لم تكن قرأتها فقد نبنا عنك في قرأتها لننقل إليك هذا النبأ المثير. . . قالت الجريدة في صفحتها الثالثة وتحت هذا العنوان: (اقتراح جديد لعله يفيد)، قالت في مجال حملتها على وزارة المعارف وتعريضها بشراء الكتب الإضافية: (تلقينا من الدكتور عبد الرحمن بدوي أستاذ الفلسفة بجامعة إبراهيم كلمة يعلق بها على المناقشات الدائرة حول ما يؤخذ على وزارة المعارف في شرائها كتب المطالعة الإضافية للمدارس وكتب المكتبات. وقد تضمنت كلمته اقتراحا جاء فيه:

(عندي اقتراح يرفع الأمر عن كليهما، وقديما قال حكيم: من وضع نفسه مواضع التهمة فلا يلومن من أساء به الظن، وهو أن نبعد الشبهة ومواطنها فتلغي وزارة المعارف نظام شراء الكتب غير المدرسية أيا كان نوعها. وعلى المؤلفين أن ينزلوا إلى السوق والجمهور، فهو الفيصل النهائي في تقدير أعمالهم، وليس لجنة ولا هيئة يعلم الكل بأي وحي تسير ووفق أي هوى تعمل. . . وفي هذا الاقتراح ما يشرف كرامة المؤلفين، ويصون قيمة الأعمال العلمية والأدبية، ويحررهم من عبودية الدولة، باستجدائها وتملق رضاها. والمفكر والأديب الحق هو الذي يحرص على هذه الحرية وتلك الكرامة، فينزل إلى جمهور القراء وجها

<<  <  ج:
ص:  >  >>