للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[مسلمو رومانيا]

للأستاذ يوسف ع. ولي شاه

مما يشرح صدر المسلم الناهض أنه إذا أطلق عنان تفكيره في مجال شئونه الاجتماعية يشعر بوجود أخ محبب إليه يجري في عروقه دم يحمل عقيدته؛ فإذا صح هذا الإطلاق يرى أمامه مسلمي العالم، ويبين هذا التخيل بوضوح كيفية انتشار الإسلام في كل بقاع الأرض

فمن نظر إلى خريطة القارة الأوربية مثلاً يلاحظ المسلمين في كل مكان فيها؛ ويرى من الإحصاء أن عددهم يزيد تدريجياً يسار الخط المستقيم الذي ينزل من فنلاندا مخترقاً أوربا الوسطى إلى قرية سنت نجير بأسبانيا

يسر المرء حينما يرى أن مسلمي أوربا قد شاركوا أهلها مدنيتهم وجروا معهم في حياتهم النافعة المتمدينة مع محافظتهم على أصول الإسلام وروح التعاليم الخاصة به. ولكنه يأسف من جهة أخرى، إلى حد كبير، حينما ترى قوماً يريدون أن يهدموا حقوقهم مكتسحين حرية الفرد والجماعة. هذه مسألة تختص بالإمبراطورية الروسية وسنتناول بحثها في دورها

ومن بين هؤلاء الذين رقوا إلى مستوى المدنية الأوربية مسلمو رومانيا الذي يقطنون في منطقة اسمها دوبروجه موضع النزاع طوال عصور التاريخ

لمحة جغرافية عنها

هذه المنطقة المزدهرة التي سكنها الأتراك المسلمون في رومانيا هي أحسن أرض وأوسع باب للحكومة الرومانية، فتحت مصراعيها للعالم الشرقي والغربي معاً، وهذه البقعة قلما يوجد لجمالها الطبيعي ضريب في جهة أخرى من أوربا، على حين أن الشرق لا يعلم عن جمالها كثيراً ولا قليلاً، وهي محاطة من ثلاث جهات بالماء، ومن الجهة الرابعة تتاخمها هضبة كوادري لاتر وغابتها، ومحاطة بمياه الدانوب التي تحمل تحيات البلاد التي تخترقها ابتداء منن منبعها الطبيعي في الغابة السوداء، ومغمورة بمياه الدانوب التي تكسوها هي والبحر معاً لباس الزينة الطبيعية، وتبدو كأنها نجمة نزلت ثم منطقت خصرها ترغب في استقبال كل غريب شحب لون وجهه

أما أهميتها لرومانيا فهي كأهمية جزيرة القريم للإمبراطورية الروسية، تجري بين عشبها

<<  <  ج:
ص:  >  >>