للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

البَريدُ الأدبيّ

تشابه الفكرة عند الأدباء

دعاني الأستاذ محمد الرفاعي إلى الفصل فيما نقل الأستاذ أحمد أمين عن الأستاذ توفيق الحكيم، وأجيبُ بأن هذه القضية لا تحتاج إلى تحقيق، فقد رأى في البحوث التي نشرتها الرسالة عن (جناية أحمد أمين على الأدب العربي) أن هذا الرجل الفاضل لا يهمه أن يرد الحقوق إلى أربابها إلا في موطن واحد، هو الموطن الذي يقول فيه إنه استأنس بآراء المستشرقين، ليقال: إنه يطلع على أقوال المستشرقين!

وهنا أذكر الغضبة المصرية، غضبة الأستاذ الدمرداش، حين حدثته في بغداد عن تهافت الأستاذ أحمد أمين في مقدمة الجزء الثالث من (ضحى الإسلام)، فقد حدَّث قراءه بأنه كان ينوي تأليف جزء رابع عن الأندلس، ثم نهاه أحد المستشرقين فانتهى، ونصحه فانتصح، ومعنى ذلك أنه لا يتقدم ولا يتأخر إلا بوحي يصدُر عن أمثال أولئك الناس!

والأستاذ الدمرداش معذور، لأنه لا يساير حركة الترجمة والتأليف، ولأنه يؤمن بأن أحمد أمين فوق الشُّبَه والظنون، وتلك خصلة تستحق الثناء، لأنها تشهد بأن الأستاذ الدمرداش رجلٌ حكيم، والرجل الحكيم يرى المشكلات الأدبية من وجع الدماغ!

ولو أن الأستاذ محمد الرفاعي رجع إلى أحد أعداد الرسالة في سنة ١٩٣٤، لرأى أن الأستاذ أحمد أمين لم يعب على صاحب (النثر الفني) غير آفة واحدة، هي النص على ما سرَق منه الدكتور طه حسين، ومعنى هذا أن السرقة لا تعاب، وإنما هي من الرزق الحلال!

والحق أني أخطأت نحو نفسي في التنبيه على ما سرق مني طه حسين، وما سرق مني أحمد أمين. فهذان رجلان فاضلان جدَّا، وفي مقدورهما أن يشهدا صادقَين بأنني الرجل المهذَّب، إذا تواضعتُ فصرحتُ بأنني المعتدي الأثيم على ما لهما من أفكار وآراء

أخطأت، وأخطأت، ثم أخطأت، وإن غضب الأستاذ إسعاف النشاشيبي على هذا التعبير، فقد أنكر وروده في كتاب (ليلى المريضة في العراق)

ولكن الشبهة باقية، شبهة السرقة الأدبية، السرقة التي يستبيحها أحمد أمين وطه حسين، وهما رجلان شهد لهما قلمي بالسبق في بعض الميادين

<<  <  ج:
ص:  >  >>