في خطاب من الأديب عبد اللطيف فايد يقول (كتب الأستاذ محمود عبد المنعم مراد في جريدة المصري في ٢٨ نوفمبر سنة ١٩٥٢ بعنوان (في الأدب والحياة) تعرض فيه لمؤلفات الدكتور حسين فوزي، وقد دفعه مديح المؤلفات وصاحبها إلى اتهام الدكتور طه حسين بما هو منه بريء. إذ قال في معرض الحديث مخاطبا الدكتور حسين فوزي (أصدقاؤك الذين احترفوا الأدب وزاولوا السياسة، وجعلوا الأدب وسيلة لتلهية الفارغين ليزيدوا كتبهم انتشارا، كما اضطروا إلى مذاراة الحاكمين والمحكومين ليصلوا إلى كراسي الحكم. ومن هؤلاء صديقك الذي أهديت إليه كتابك الجديد الدكتور طه حسين).
وإن القارئ ليقف أمام هذا الاتهام وقد استولى عليه العجب من كل جانب، لأنه إن جاز هذا على بعض الأدباء، فلن يجوز على أستاذنا العميد، وأدب العميد ليس في حاجة إلى التعريف فنقول للكاتب الفاضل إن الدكتور طه حسين لم يجعل الأدب وسيلة لتلهية الفارغين كي يضمن لكتبه الذيوع والانتشار.
وأينما قرأت له وجدت الإيمان بالفكرة، والأدب الرفيع الذي يستعصي العثور على مثله.
ثم أعود فأسأل الأستاذ مراد ألم يقرأ الأيام ومستقبل الثقافة وحديث الأربعاء وعلى هامش السيرة والوعد الحق وغيرها مما تفخر به المكتبة العربية من مؤلفات العميد، وهل كانت هذه الكتب وسيلة لتلهية الفارغين!!
وأود أن أقول للكاتب إن الدكتور طه حسين لم يصل إلى كرسي الوزارة عن طريق التملق ومداراة الحاكمين والمحكومين. . لأننا لم نعثر على أديب شق طريقه بكفاحه وجهاده وإنتاجه حتى وصل مرتبة سامية كالدكتور طه. ثم ما عيب الأديب إذا اشتغل بالسياسة وحافظ على مبادئ أدبه ولم يجعل منها طريقا للإثراء والغنى. والحق أن السياسة كانت دائما في حاجة إلى جبه من الأدباء ليهذبوا حواشيها وليسخروها لإسعاد الناس.
فليبحث الكاتب عن أديب آخر زاول السياسة حتى صار.
وبعد فهذه كلمات اقتطفتها من رسالة الأديب عن طه حسين وليس لي بعد ذلك أن أقول