شيئا، فطه حسين كاتب وهب نفسه للأدب خالصا مجردا، وقد عاش لفنه مجاهدا، باذلا من أعصابه ودمه وروحه.
وكان في كل وقت المناضل المكافح، الذي يحارب الظلم والطغيان. ويكفي أن يكون طه حسين قد اختير من بين ١٥٠ عظيما في العالم، كأعظم شخصية في الشرق، ويكفي أن نقدم هذا للأستاذ مراد. .
والحق أنني لست أدري ما هو وجه الشبه بين طه حسين وحسين فوزي مما يدعو إلى أن يقحم الأستاذ مراد الدكتور العميد عند الحديث عن مؤلفات حسين فوزي؟
والعجيب أن أقرأ هذا في الوقت الذي أستمع فيه إلى حوار مع طلبة إحدى الجامعات في راديو الشرق الأدنى وقد أخذ المذيع يسأل الطلبة عن الكتب التي يقرءونها فأجاب ٨ من عشرة منهم بأنهم يقرئون كتب طه حسين. . .
هل يكتب تاريخ مصر من جديد. .
كتب الأستاذ محمد عبد الله عنان في الأهرام يصف المحاولات المنظمة التي قام بها الطغاة والمستبدون، لتحريف تاريخ مصر فقال (لقد بدأت هذه المحاولات المنظمة، لطمس معالم تاريخ مصر الحديث في وقت مبكر، عصر محمد علي ذاته، فطورد الجبرتي مؤرخ العصر، وطورد مؤلفه وشوه وبترت منه صحف مما يتعلق بأعمال محمد علي وتصرفاته. ومن خلال هذه الحقبة الطويلة من تاريخ مصر وحياة الأمة المصرية لم يصدر مؤلف شامل رصين تعرض فيه الحوادث والصور على حقيقتها، ويعرض فيه حكم الطغاة وأهواؤهم وأخطاؤهم بأسلوب نزيه حق، وتعرض فيه حياة الشعب المصري وآلامه وكفاحه وجلده في نفس الصور الأليمة المؤثرة التي كان يحياها، ذلك لأن الطغاة كانوا دائما بالمرصاد لمن يحاول أن يجلو الحقائق المنزهة، وأن يجعل من تاريخ الأمة شيئا يذكر إلى جانب سيرهم).
وأنا أستميح المؤرخ الكبير الأستاذ عنان القول بأن مؤرخا واحدا استطاع أن يكتب تاريخ مصر في حرية وجرأة وقوة بعد (الجبرتي) ذلك هو عبد الرحمن الرافعي.
إن من يقرأ الفصل الذي كتبه عن (أحمد فؤاد) في الجزء الثاني من كتاب (في أعقاب الثورة) يعرف كيف استطاع الرافعي أن يقول رأيه في صراحة كمؤرخ في هذا الملك، في