للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البريد الأدبي]

عيد (التيمس) المائة والخمسون

احتفلت جريدة (التيمس) أخيراً بمرور مائة وخمسين عاماً على إنشائها وأصدرت بهذه المناسبة عدداً خاصاً هو آية من آيات الصحافة الحديثة في تحريره وفي طبعه؛ وفيه تقص تاريخها منذ إنشائها، وتستعرض المراحل والعصور المختلفة التي مرت بها، والحوادث والأعمال العظيمة التي ساهمت فيها واستطاعت أن تؤثر في مجراها، وعلاقاتها ومواقفها المختلفة إزاء الإمبراطورية البريطانية. وقد تلقت (التيمس) بهذه المناسبة سيلاً من التهاني، من معظم حكومات العالم وملوكه، ومن سفراء الدول المختلفة في لندن ومن أقطاب العلم والأدب في سائر أنحاء العالم

والتيمس فخر الصحافة الإنكليزية، وتاريخها ليس تاريخ صحيفة عظيمة فقط، ولكنه تاريخ لصفحات باهرة من الجهاد السياسي والعلمي والأدبي، ومعرض بديع لتقدم الصحافة الكبرى خلال القرن الماضي. وقد أنشئت (التيمس) في سنة ١٧٨٥، أنشأها جون والتر (الأول) باسم (السجل اليومي العام) ثم غير الاسم في يناير سنة ١٧٨٨ إلى اسمها الحالي وهو (التيمس). وكان جون والتر صحفياً بالفطرة، وافر المقدرة والبراعة؛ وكان شعاره أن يخرج صحيفة معتدلة الثمن سباقه إلى الأخبار متنوعة المواد قوية بمواردها وإعلاناتها، وفي سنة ١٨٠٣ خلفه ولده جون والتر (الثاني) في تحرير الصحيفة وإدارتها؛ وفي عهده دخلت التيمس في عهد جديد من القوة والتقدم، وقامت بدور هام في إذاعة حوادث الحروب النابوليونية وفي الدعاية ضد نابليون، وكثيراً ما كانت تسبق إلى نشر الأخبار قبل أن تعلم بها الحكومة. وفي سنة ١٨١٧ تولى تحريرها السياسي كاتب قوي هو توماس بارنس، فسار بها سريعاً في طريق الزعامة السياسية؛ وكان يستخدم لمعاونة أقطاب الأحزاب والحكومة مثل دزرائبلي ولورد بروجهام وسترلنج في الدعوة إلى سياسة مستقلة تميل إلى (المحافظة) وبلغ من نفوذ بارنس أن وصف بأنه (أقوى رجل في إنكلترا) وفي ذلك العهد بلغت (التيمس) في تنظيم الأخبار الداخلية والخارجية والأبواب الصحفية ذروة القوة والطرافة، واشتراك في تحرير أقسامها الأدبية والفنية أعلام العصر وفي مقدمتهم ماكولي وفاكري وتوماس مور؛ وتقدم استعدادها الفني والطباعي تقدماً مدهشاً

<<  <  ج:
ص:  >  >>