للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

استودعنيها وأحل لي حلبتها.) قال: (لا)، ومضت البسوس إلى شانها، ولبث جساس مطرقاً

وما هي إلا فينة حتى عادت سراب تشخب دماً. واستبانت البسوس ما بها فإذا كليب قد اشتد عليها بسهم فخرم ضرعها؛ فنفرت وهي ترغو وعادت إلى حظيرتها. وما نقم كليب منها إلا أنها تبعت آيلاً له ودخلت وترعى في حماه

صاحب البسوس: وأذلاه! واجاراه!

وقام جساس يتبين الخبر، فلما وقف على ما كان قال: (اسكتي يا خالة فلأقتلن غدا جمل هو أعظم عقرا من ناقة جارك)

واعتقل رمحه وخرج إلى الفلاة يتوقع غرة كليب. وتبعه عمرو ابن الحرث بن ذهل على فرسه ومعه رمحه حتى لقيا كليباً في حماه فقال له جساس (يا ابن الماجدة عمدت إلى ناقة جارتي فعقرتها)

قال كليب (أتراك ما نعي أن أذب عن حماي؟) ولم يجبه جساس إلا بطنعة قصم بها صلبه، وثنى عمرو بطعنة من خلفه قطعت بطنه. ووقع كليب وهو يفحص برجله وقال لجساس (أغثني بشربة ماء) قال (تجاوزت شبيثاً والاحصْ)

قال الراوي: وكانت الحرب بين بكر وتغلب، وسميت حرب البسوس، وقيل في ناقتها (أشأم من سراب) ولبثت الحرب أربعين عاماً. وسأقص عليك من أنبائها عجبا

أخرجها: اليوزباشي أحمد الطاهر

<<  <  ج:
ص:  >  >>