(أن الأزهر إذا أصلح كان بثقافته أهدى إلى تربيتنا من أية
جامعة.)
(الزيات)
(افتتاحية الرسالة في عامها التاسع)
عادت الرسالة الغراء إلى العناية بالشئون الأزهرية على دأبها، بعد ما عادت الحياة إلى الأزهر أثر إجازته الطويلة، وبعد ما اطمئن الأساتذة والطلاب إلى موضوعاتهم وساروا فيها شوطاً ليس باليسير. وعدت أساهم مع الكاتبين، وألقي بدلوي في الدلاء، ولسنا نبتغي من وراء ذلك - علم الله - إلا الخير لهذا المعهد المبارك الذي نرجوا أن ينال من الإصلاح ما يتمناه المحبون المخلصون.
وفي النفس حاجات، وللقلب خفقات، إذا ما ذكر إصلاح الأزهر وجرى على الألسن. ولكننا نقف في كلمتنا اليوم عند الحديث عن الإنتاج الأزهري لتردده على أقلام الكاتبين
فقد نغمط الأزهر حقه إذا وقفنا بالإنتاج عندما كان من جماعة كبار العلماء وجعلنا ذلك الأساس الذي يبني عليه التقدير والاعتراف بشخصية الأزهر العلمية. ونحن لا نؤمن بأن إنتاجهم بمثل هذه الشخصية، وإنما يمثل شخصياتهم أنفسهم ومدرسة تلقوا عنها وعقيدة في التحصيل والتأليف درجوا وما زالوا عليها
وسواء لدينا أنشر إنتاجهم أم لم ينشر فرسائل كثير منهم على ما نعتقد صورة أريد بها تبرير الرسميات، وأغلب الظن أنها لا تعدو في الجودة رسائل المتخصصين إن لم تكن الأخيرة أفضل من بعضها. فمن الغبن الكبير إذن أن نجعل إنتاج هذه الجماعة دليلاً إلى شخصية الأزهر العلمية
وفي الأزهر غير هذه الجماعة طائفة مهما قل عددها لها استقلال في البحث والتفكير، ولها حرية في الرأي والنقد وأبحاث قوية نشرت وتداولتها الأيدي، وهذه الطائفة من غير شك - لاعتراف الجميع بها - تمثل الأزهر الناهض من الناحية الفكرية، وهي بحق أولى أن تدل