للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

سألته عن ذلك فقال: ويحك أنا أشتهي الشرب في مثل هذه الليلة منذ سنة وأواقع نفسي به. فلما حصل لي جميع ما أريده واشتهيته أردت أن أرى نفسي سلطاني عليها، وقهري لها ومنعها مما تحبه لئلا تقودني إلى ما تريد ففعلتُ ما رأيتِ

وكان مع ذلك حسن المروءة كريم النفس فذكر أبو حشيشة الطنبوريّ قال: دعاني في بعض الأيام فصرت إليه وجلست أغنيه، وعليه درّاعة خز خضراء لم أر أحسن منها قط. فجعلت أنظر إليها. وفطن لنظري فدعا بالخازن وقال: كانوا جاؤونا منذ أيام بعشرة أثواب خز خضر، هذا أحدهما، فجئني ببقيتها. فأحضر تسعة أثواب يتجاوز حسنها كل وصف فأعطانيها، فبعت من رذالها الثوب بمائة دينار

وكان المأمون يصير إليه في داره، فيقيم عنده الأيام وغلمانه وحشمه أنساً به وثقة بمكانه

(دمشق)

صلاح الدين المنجد

<<  <  ج:
ص:  >  >>