للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[من هنا ومن هناك]

هل تصبح أوربا ولايات متحدة نازية

(ملخصة عن (ذي ساين) نيويورك)

إذا انتصرت ألمانيا في الحرب الحاضرة، فليس لهذا الانتصار غير نتيجة واحدة: هي أن تصبح أوربا ولايات متحدة نازية. فهل وازن مستشارو دول وسط أوربا هذا الاحتمال؟ أم أنه مجرد وهم وتخمين؟ لقد طرحت هذا السؤال للبحث مع عضوين من كبار رجال السلك السياسي البريطاني. أحدهما يقيم في (صوفيا) والآخر في (ببودابست).

فجاء في حديث الأول عن الدول البلقانية: أن كل إنسان في الجنوب الشرقي لأوربا يشعر بأنه مهدد بالموت من يوم لآخر. فقد أصبحت ألبانيا خنجراً مصوباً إلى قلب البلقانيين. وسواء أكانت السلم أم كانت الحرب، فلا يخال أحد أن موسليني يخرج من هذه الأزمة، ولا ينال من الفطيرة نصيبه الأوفى. قد يكون موسليني أكثر صبراً من هتلر وأبعد نظراً، ولكن مما لاشك فيه أنه أكثر رجال السياسة الحاليين نظراً للواقع. وإذ كان موسليني مؤسس الإمبراطورية الرومانية الحديثة، فهو على هذا الاعتبار يعد من المتهمين بمذهب التوسع

وقد جاء في حديث الثاني: أن ثمانين في المائة من تجارة هنجاريا تتقاسمها دول المحور. ويبلغ ما تدفعه ألمانيا إليها في تجارة الحبوب ضعف ما تدفعه الدول الأخرى

أما إيطاليا فتستورد ما لديها من البرتقال والليمون، وزيت الزيتون والحرير. ولا يصح هنا أن نهمل الصلات الجغرافية والاقتصادية التي تربطها بتلك البلاد. لا شك أن هؤلاء الهنجاريين الذين يبلغ عددهم أحد عشر مليوناً، شعب شجاع منتج؛ ولكننا ونحن لا نعدو أن نكون أصدقاء نراقب الأمور عن كثب، لا نشك في أن هنجاريا لا تستبقي اليوم من استقلالها أكثر مما كان للنمسا قبل الحالة التي طرأت عليها أخيرا. إن اليوم الذي يموت فيه الأدميرال (هورثي) وهو في السبعين من عمره الآن، سيكون علامة لتغير جوهري في حياة تلك البلاد

ومن رأيي أن سادة النازي يقصرون وقتهم للسعي وراء السيادة. وهم اليوم في حاجة إلى هنجاريا باعتبارها قنطرة بين الريخ والبحر الأسود. وينقل الزيت، والحبوب، والخشب، والمعادن من الشرق إلى الغرب عن هذه الطريق. ويرى هتلر، وجورنج وفرانك هيس أن

<<  <  ج:
ص:  >  >>