للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[قصيدة مصر الجديدة]

(مهداة إلى نادي الخرجين في السودان، وإلى جميع أصدقاء

(الرسالة) هناك)

للدكتور زكي مبارك

(حدثت الأستاذ الزيات أني سأنشر قصيدة أتحدى بها جميع

الشعراء، وأقول أن هذا الزهو لم يخطر في البال وأنا أنظم

هذا القصيد، فقد أوحته روحانية لا تسيطر على النفس إلا في

أندر الأحايين، فجاء كما يراه أقباساً من الأشواق العواصف

بالقلب والوجدان

وفتنة الشاعر بشعره مرض عرفته جميع الأجيال، فليس من الغريب أن أقول إني مفتون بهذا القصيد، وأن أزعم أني قبسته من جمر الوجود

أنا أكره أن تبيت قلوب وعيون بلا قرار ولا منام، فكيف جاز أن أزلزل قلوباً وأؤرق عيوناً بهذا القصيد؟

كان ذلك لأني أريد أن يعرف أبناء هذا الجيل حقوق الشعر البليغ، وأن يفهم قوم أن الكاتب الذي يعرفون هو الشاعر الذي يجهلون، إن كان فيهم من لم يقرأ قصيدة الإسكندرية أو قصيدة بغداد)

تناسيتُكم عمداً كأني سلوتكم ... وبعض التناسي العمد من صور الود

إذا اشتدَّ إظلام العقوق تبلجتْ ... مآثِرُ تذكي نار معروفكم عندي

أمِثلَي يَنسى؟ آهِ مما اجترحتمُ ... على الهائم الحيران في حَوْمة الوِردِ

أأن خِفتُ عذَّالي فأخفيت لوعتي ... تظنوني صبَّا أفاق من الوجدِ؟

غرامي بكم لم يُبقِ قلباً بلا جوىً ... وحبي لكم لم يُبق عَيناً بلا سُهدِ

خلعتَ عليكم من هُيامي وصَبوتي ... غلائلَ لم تُخلع على ساكني الخُلد

<<  <  ج:
ص:  >  >>