نشرت جريدة الأهرام كلمة للأستاذ الشاعر عبد الغني سلامة بمناسبة ذكرى مولد الرسول، تحت عنوان (ضاقت يا رسول الله) جاء فيها: (ضاقت الصحف. . . عن أن تفي ذكراك العطرة حقاً بسب أزمة الورق) فعدى، الفعل (تفي) إلى مفعولين، وهذا تعبير شائع لا يرى مستعملوه حرجا في استعماله، ولا يخالج نفوسهم شك في صحته في اللغة العربية وهو مجانب لما جرى عليه الاستعمال العربي، مخالف له؛ لأن (يفي) مضارع (وفى) المجرد وقد جرى العرب على لزوم هذا الفعل، فقالوا: وفي الشيء أي تم. ووفى بعهده وفاء فهو وفى. وهذا الشيء لا يفي بذلك، أي يقصر عنه ولا يوازيه.
أما الفعل المتعدي فهو (وفى) بالتضعيف؛ ففي (أقرب الورد): (وفي فلاناً حقه أعطاه إياه تاماً)، وفي التنزيل (ووجد اله عنده فوفاه حسابه)(يوفى) قال تعالى: (وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم).
فينبغي إذن تصحيحاً للعبارة أن يقال:(ضاقت الصحف من أن توفى ذكراك العطرة حقها. . .)
٢ - فسح وأفسح
خطأ الأستاذ محمد محمد الأبهشي بالعدد (٩٦٤) من الرسالة الأستاذ محمد رجب البيومي في قوله: (وأفسح لنا مجال الموازنة والتحليل)، وذكر أن الصواب:(وفسح لنا. . .)، واستدل بقوله تعالى:(فأفسحوا يفسح الله لكم).
فهو يدعى دعوين، إحداهما: أن الفعل (فسح) قد ورد عن العرب مستعديا، والثانية أن (أفسح) لم يصح في اللغة العربية، وكلتا الدعوتين باطلة قام الدليل على عكسه. أما الأولى فلأن (فسح) لم يأت في الأسلوب العربي إلا لازما؛ ففي محيط المحيط:(يقال فسح له في المجلس فسحاً وسع وخرج له عن مكان يسعه)، وفي (الصباح المنير): فسحت له في المجلس فسحاً. . . وفسح المكان - بالضم - فهو فسيح. . . ويتعدى بالتضعيف فيقال فسحته)، وفي:(فأفسحوا يفسح الله). وأما الثانية فلأن (فسح) يتعدى بالتضعيف - كما سبق - ويتعدى أيضاً بالهمزة، وهذا مقتبس في كل ثلاثي لازم، فلك أن تأتي في أوله بالهمزة