للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

- من فن للفن ولا من زهر للزهر. إن الفن هو للناس، كما أن الزهر هي للعيون التي تراها والأنوف التي تشمه. والزهرة لا تكون جميلة إلا إذا استطاعت أن تؤدي إلىشيئا ينصل بذاتي خدمة تحسن حياتي. نحن مع القارئين بأن الفن هو تعبير جميل عن الحياة، ولكن التعبير لا يكون جميلا إذا لم يعبر عن الحياة الحقة، حياة المجموعة. نحن لا نطالب أن يذوب الفرد في الجماعة، لأن مجموعة الصغار لا تساوي أكثر من صفر، وإنما نطالبه أن يعيش مجتمعه، ويشارك فيه، وينطلق بعد ذلك كما يشاء، فهو أن يضل وأن يبعد عنا كثيراً. الفرد الواحد المستقل عن المجموعة غير موجود. كذلك الواحدة المفردة غير موجودة، فإذا استطعت أن توجدها وأن تعبر عنها فأنت تصطنع الحياة، وبالتالي فأنت تصنع الفن. . . . . . . . .

تلك هي طريقتنا، أما وسائلنا فهي إنتاجنا الخاص ككتاب تقدميين، وعنايتنا بالنتاج الفكري العربي القديم الذي يتصل بقضايا الحرية والسلام، ونشره على الناس، كما نبرهن لهم أن هذه القضايا كانت تهم الإنسان من قبلنا بكثير من العهود. كما أننا سوف نعمل على أن نخرج من القوقعة التي نعيش فيها هنا، فلا تقرأ إلا نوعاً معيناً من الأدب، ولا نطلع إلا على زاوية واحدة من الثقافة. إن قضايا العالم الآن أصبحت قضية واحدة، ولن يستقر السلام في دولة واحدة إذا كانت الدول الأخرى يهددها غول الحرب. لذلك صارت كل محاولة لعزلنا عن التيارات الفكرية الحديثة في العالم محاولة دنيئة، يريدون بها أن يربطوا عيوننا بعصابة كي ندور في مكان واحد، والسوق الفكرية العربية أحوج ما تكون لأن تصبح ملتقى هذه التيارات، كي ندركها جمعاء، والبقاء بعدئذ للأصلح.

أما إنتاجنا فلن يظل بعد الآن مبعثراً في كل واد، إننا سنكتب، ولكن في الموضوعات التي نرغب، وبالأسلوب الذي نحبه، وفي الصفحة المخلصة الحرة.

ليان ديراني، مواهب الكبالي، شحاده الخوري، حنا مينه، سعيد حمرانية، غسان رفاعي، نبيه عاقل، أنطون حمصي، ممدوح فاخوري

حسيب الكيالي، شوقي بغدادي، صلاح ذهني - دمشق

<<  <  ج:
ص:  >  >>