(رابطة الكتاب السوريين) أسم بسيط يتألف من ثلاث كلمات، ولكنه ضخم كالقومية الكبيرة، لم نحاول فيه أن نفتش عن الرمز البراق بقدر ما أردنا أن نضع اللفظة نفسها نحن لا نمثل الكتاب السوريين أجمعين. هذه حقيقة لا ننكرها، ولكن لا يضر الإسم ألا بجمع الكل إذا استطاع أن يجمع البعض، فاتحاً الباب لمن يشاء من المنتجين المحسنين. نحن جماعة لنا في العيش مهن مختلفة، ولكن شيئاً وأحد يجمعنا، هو أننا نحمل قلماً لا نستطيع حبسه عن الورق، أو كما قال جبران: من هؤلاء الذين إذا لم يكتبوا ماتوا، كذلك نحن. مهما تنوعت أعمالنا في الحياة، فإن عملاً واحداً لا نستطيع التخلي عنه، يجمعنا ويقرب أيدينا بعضها من بعض. ولسنا نزعم أننا إذ نطلق على أنفسنا لفظة كتاب، أن الكتابة - شعراً كانت أم نثراً - قد أصبحت في أيدينا ناضجة كاملة كعناقيد العنب في أيلول. إن اتحادنا مدرسة بقدر ما هو رابطة، نتكاتف فيه ونتعلم في وقت واحد. وليس بعيداً أن يصبح الحصرم عنباً إذا ظل على أمة، ينمو في ضوء الشمس ويبهر العيون بجماله.
هؤلاء نحن. أما ماذا نريد. وكيف سنعمل؟ فتلك أشياء يجب أن نصوب نحوها الأشعة قليلاً، تاركين للعمل ذاته، فيما بعد، أن يشرح ويتكلم. .
أدخل ذات يوم مكتبة، في أي بلد سوري، واسأل صاحبها، أو استقرى فهارسها عن بضاعة الدكان، تجد أن سورية أفقر البلاد العربية إنتاجاً في ميادين الفكر والفن. ثم حاول أن تعد في ذهنك أسماء الشعراء أو لقاصين أو لكتاب آخرين، تجد أن رأسك كالصحراء الخاوية، إلا من بضع واحات. وقبضة من أشجار النخيل، بينما في لبنان، تتبادر لذهنك الأسماء على الفور كثيرة منتجة، وفي العراق نهضة مباركة، أما في مصر فإن إنتاجها يغمر أسواقنا، ترى ما هو السبب؟ ولكنه حديث طويل ذو شجون، فلنطو بساطه في هذه العجالة ولنحاول أن تكون عمليين، فنصل إلىالمشكلة فوراً ونبدأ حلها. . . . . . . . .
نحن كتاب تقدميون بكل ما في الكلمة من خصب، تقدميون أننا نستهدف أبداً أن نمشي إلىالأمام حيث يتلامح هدفنا أننا نؤمن بأمتنا، ونؤمن بأننا نستطيع خدمتها، وأننا لن نكون كتاباً إذا لم نحي حياة أمتنا. إن هدفنا هو أن نعمل للشعب لأننا منه، ولأن الفن الصحيح هو الذي ينبع من حياة المجموعة. إن الآثار العظيمة الباقية هي الآثار التي غيرت وجه الحياة فأغنها وأكسبتها أشياء صالحة جديدة. لم يعد هناك - كما يقول بعضهم