للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[٤ - سافو]

لأوجييه اميل

ترجمة الأستاذ محمود خيرت

المنظر الثاني

(غرفة بدار حنا بها دولاب ومائدة فوقها شمعة موقدة وحنا وحده ينزع من الدولاب ملابسه بيدين مرتجفتين ويضعها في حقيبة)

حنا - (كارهاً الحياة) نعم أفر من وجه هذه المدينة فلعلي لا أعود أشعر بآلامها وأقصد إلى قريتي فلعل نسميها ينسيني مرارة هذا الحلم.

(يعثر في الدولاب على علبة من صنع اليابان فيتأملها)

علبتها. والحفيظة على ذكرياتها. لم تعيدين لخاطري أيتها العلبة صورة ذلك الماضي القذر (تظهر فنى)

فنى - (جازعة وهي تراه يستعد للرحيل) حنا. لا ترحل.

حنا - قضى الأمر

فنى - لقد كذبوا عليك حسداً. ثم كيف أصغيت إليهم وكيف صدقتهم.

حنا - سافو. (متعمداً لكي تفهم أنه يعلم ما تخفي من أمرها) يا لها من خيانة. أنت التي أبحتك قلبي، واتخذتك معبودي تقدمين على خيانتي. أهكذا في وسع امرأة أن تعبث بنفس هادئة مطمئنة وأن تحطم قلباً لم ينغمس في إثم. ليتك تشعرين بما أشعر به الآن من مرير الألم. ولكني أرحل فلعلي في وحدتي أنسى وأنا أستنزل غضب الله ولعنته عليك. لقد بلغ من جهلي أن أكرمتك واتخذتك امرأتي، حتى انكشف لعيني ماضيك الذي سترته عني. وبلغ من نفاقك أن أعميتني فتمكن سلطانك من إيماني، ولكن الحمد لله فقد نضب الآن معين حبي ووقف من دونك شبح كراهيتي ومقتي. فعودي إلى ما كنت سافو الخليلة العاهرة الفاجرة.

فنى - (وقد صدعها الألم والفضيحة) هب كل ما سمعت صحيحاً أفنسيتَ أن المصادفة هي التي جمعتني بك. ثم ألم تقم هذه المصادفة سداً بين سافو الغابرة وفنى الحاضرة. أقسم لك

<<  <  ج:
ص:  >  >>