أن سافو ماتت من يوم أن عرفت فنى.
حنا - كما أقسمت لغيري
فنى أنا ما أحببت سواك يا حنا
حنا - تكذبين
فنى - (مضعضعة) بل إني لصادقة وإني لأعبدك.
حنا - إذن لم احتفظت بهذه العلبة؟
فنى - (مفكرة) أو علمت بها؟
حنا - (مشيراً إلى الدولاب) إنها لا تزال هنا. أنظري
فنى - ولكنها لا تحوي شيئاً. . .
حنا - أبداً؟ (يتناول العلبة بين يديه ليفتحها)
فنى - (بصوت خائر خافت) ما هذا الجنون
حنا - إنها تحوي الشواهد الناطقة بفجورك
فنى - مهما جرعتني من القسوة فما زلت أحبك
حنا - (بخشونة) أين مفتاحها؟
فنى - لا أدري
حنا - (مهتاجاً يعالج فتحها بالقوة) سأعرف كيف أحتال على فتحها.
فنى - (تحاول منعه ويكون قد فتحها) ولكنك تعالج النار بالنار.
حنا - ها قد أفلحت. أنظري. إنها هنا مكدسة منكمشة خشية أن يفوح نتن عارها.
فنى - أحرقها إن شئت فهي لك.
حنا - لي أنا يا سافو. . .
فنى - لم أعد سافو يا حنا (تتناول بيد مرتجفة بعض رسائل سقطت على الأرض) نعم أحرقها أو فمزقها لتصدق أنني أصبحت لك وحدك (بلطف) بالله لا تجر خلف شكوكك ودع ما أقاسي يتصاعد في دخانها. إنها ما كانت غير سحب بعيدة فلا تحجب الآن بها سماء طهارتي.
حنا - (ببطء وألم) كنت أود أن أقف على ما فيها.